وقال عكام في بيان نقله عنه موقع الكتروني موالي للنظام السوري أمس الأثنين، "والله ما أفلح قوم استبدلوا عملتهم المحلية بعملة المعتدي الأثيم"، وذلك في اشارة واضحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة التركية، نظراُ لأن عملتا هاتين الدولتين هما المتداولتان حالياً في عموم مناطق سورية وخصوصا الدولار في مدن الساحل، والليرة التركية في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة الأسد.
وأضاف "اناشدكم القرابة، والجوار والصداقة، إلى متى لا نقدم بعضاً مما يجب علينا، تجاه وطننا ومكوناته الطبيعية والاقتصادية، والاجتماعية والتربوية".
وتساءل عكام: "هل تريدون لاقتصادنا الانهيار، أم أنكم تسهمون مع المعتدين في الدمار، موجباً على الجميع إخراج مدخراتهم من الدولار الأمريكي، ومن ثم طرحها في السوق، اسهاماً في عودة العز لليرة السورية" على حد تعبيره.
وختم البيان متضرعاً إلى الله بالقول: " اللهم من أراد بسورية الحبيبة الخير فوفقه إلى كل خير، ومن أراد بها وبثرواتها وبعملتها وبحضارتها سوءا فخذه أخذ عزيز مقتدر".
بيان عكام يأتي بعد هبوط سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية إلى مستويات متدنية ، وخصوصاُ بعد أن تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد عتبة الـ 290 ليرة سورية.
ويؤكد اقتصاديون، أن هذا الخطاب الحاد النبرة، من قبل شخص يمثل سلوك النظام، ولايمثل "الافتاء الشرعي"، يشير إلى أن مؤشرات مستويات الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها النظام، باتت أكبر من قدراته على التحمل.
وفي النظر إلى جوانب هذه القضية، فإن هذا التصريح يكشف عن إشكاليتين تؤرقان النظام حالياً، هما الاقتصاد المتداعي، والخطاب الديني، وكلا هاتين الاشكاليتين تحولتا من باعث الأطمئنان الأول لدى النظام على مواصلته الحكم بداية الثورة، إلى مخاوف حقيقة لدى النظام في الوقت الراهن على الأقل، فالخطين أي الاقتصاد والتوريط الديني أنهكا بما يكفي.
وينفي الدكتور عبد المنعم الحلبي، صبغة الاقتصاد عن الاقتصاد السوري، متحدثاً عن حالة اقتصادية تعتمد على العسكرة، والدعم المباشر من الحلفاء العسكريين.
ويبين (الحلبي)، المحاضر الأكاديمي في الاقتصاد والعلاقات الدولية، في حديثه الخاص لـ(أورينت نت)، أن الدعم الروسي الصيني حافظ على استمرار الحالة الاقتصادية المعسكرة للنظام سابقاً، مستندا في حديثه على عدة وقائع، من أهمها ارتفاع سعر الدولار إلى 350 ليرة في غضون أيام معدودة، منذ حوالي عامين من الآن، وذلك بعد أن أعلنت الصين حينها عن وقف التسهيلات المالية بقيمة 10 مليارات دولار، كانت تقدمها الحكومة الصينية حينها على شكل تسهيلات للتجار.
ويرى خبير الاقتصاد (الحلبي)، أنه وبعد تقلص الدعم الروسي والصيني للنظام، بات هذا النظام يعتمد بشكل مباشر على الحليف الايراني، وهذا الدعم المباشر هو من يحدد سعر الصرف حالياً، وقلل من شأن هذه الدعوات ونجاعتها في تحسين سعر الصرف، الذي ينادي به النظام.
وبعيداً عن الاقتصاد يأتي التصريح المبطن دينياً لمفتي حلب عكام، بعد أن أصدر شيخه "محمد بدر الدين حسون"، قبل أيام فتوى شرعية تبيح للنظام تدمير البيوت على رؤوس ساكنيها، بحجة أنها مناطق تستغل لقصف المدنيين في الأحياء الغربية، من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام.
مايجعل المراقب في حيرة من أمره، من أمر رجال المنظومة الدينية، التي يعتمد عليها النظام، غير أن الدكتور عبدالله ابراهيم سلقيني، يقلل من شأن الشيخ عكام بالقول: "إن هذا الرجل يفتي بما لا يعلم، لأنه مختص في العقائد، واﻷديان وغير مختص في الفقه الاسلامي الذي يخوله إصدار الفتاوي".
وشدد (سلقيني) في حديثه لـ "أورينت نت"، على أن الشعب السوري، لا يعترف بأي مسميات داخل مؤسسات العصابة الأسدية حالياً، مشيراً إلى أن مفتي النظام في حلب سفك دماء السوريين بغير وجه حق، وهذا المنصب كاف لوضع ملايين إشارات الاستقهام حول هذا الرجل.
التعليقات (15)