لماذا يبتهج أطفال سوريون بالأعياد الوطنية لدول اللجوء!

لماذا يبتهج أطفال سوريون بالأعياد الوطنية لدول اللجوء!
"لست مثقفة بما يكفي، ولكن استطيع أن أعبر عن هواجسي، وأصف النار التي تشب بين أضلعي، خوفي على هوية أطفالي يزداد يومياً، ومع كل يوم يتقدم يزداد خوفي ، وخصوصاً أننا نحن الآباء لم نعايش تجربة أطفالنا"، هكذا بدأت السيدة شام (30 عاماً)، حديثها مع "أورينت نت".

وتتابع (شام) بحرقة، وهي أم لثلاثة أطفال، قد يكون موضوعي الذي أريدك أن تطرحه عبر الاعلام، ليس من ضمن الأولويات في الحروب، ولكن هو هاجس أجمعت عليه أغلب الأسر النازحة، وقد يكون سؤال "كيف نحافظ على انتماء أطفالنا لبلدنا" الشاغل الأول لكثير منهم، وكيف نبقيهم على معرفة أهلنا، وهم غائبون عنهم منذ مدة طويلة.

وتضيف شام، التي تقيم في مدينة (الجيزة) في جمهورية مصر العربية، أحاول جاهدة ربط أطفالي بسوريا، عن طريق تعليمهم أغاني الثورة، واطلاعهم على صور بيتنا في دمشق، وصور أهلينا، وأقاربنا.

وتلخص حال ابناءها بالقول، إن أحمد(11 عاماً) أكبر أولادي لا يريد إلا الرجوع لبلاده خشية نسيانها نهائياً، أما سارة(8 أعوام)، فتدخر الجنيهات من مصروفها اليومي للعودة إلى سوريا، ومايا الصغيرة لاتعرف عن سوريا شيئاً.

هو واحد من الهواجس التي تغص بها حياة السوريين أينما شط بهم المقام، سيما بعد طول مدة ابتعادهم عن بلادهم، العامل الذي يزيد الأمور تعقيداً، ويعطيها طابعاً نفسياً، بعد أن كان الاقتصاد جل اهتمامهم في بلاد النزوح.

أما الطبية "سمارة"، والأم لطفلين، فما يخيفها هو فقدان الانتماء لبلدها، بعد أن عايش أولادها تجربة النزوح مرتين على التوالي، من الأردن إلى المملكة المتحدة حيث تقيم حالياً.

تروي (سمارة) لـ"أورينت نت" قصة ابنها حمزة (8 أعوام): "عند قدومي لبريطانيا من عمان، قمنا بتسجيل الأطفال في المدرسة هنا، وعندما سألت المعلمة حمزة عن بلاده التي قدم منها وذلك كمعلومات تملأ في استمارة الطالب، قال للمعلمة، "أتيت من الأردن"، وعند قدومه للبيت روى لي ماحصل".

تقول سمارة، لم أستطع أن أخفي غضبي، وعلى الفور طلبت منه أن يصحح المعلومة لمعلمته، إلا أن اللافت وبعد تصحيح المعلومة في المدرسة، وضعوا له علم النظام السوري، على الاستمارة الخاصة به.

تعلّق سمارة بمرارة مختلطة بابتسامة، "لو بقينا على علم الأردن لكان أفضل لنا !".

وتبرر سمارة ماحصل مع ابنها، بأن سوريا غابت عن مخيلته، بعد فراق أربعة أعوام عنها، وتتساءل "مالذي سوف يتبقى من بلادنا في ذاكرة الأطفال الغضة، بعد طول الغياب".

ووفق "سمارة"، فالكثير من صديقاتها السوريات المقيمات في الخليج ألبسن أطفالهن الزي الوطني للبلد الذي يقيون فيه، وقاموا بنشر صور الأطفال عبر صفحتهم على (فيس بوك)، وذلك تعويضاً لأطفالهم عن وطنهم الذي قد يكونوا خسروه.

غير أن الخبير والباحث الاجتماعي "ماهر النعساني"، يهون من حجم هذه المشكلة، ويقول لـ"أورينت نت": "قد يكون الحل عبر الربط الثقافي، وتذكير الأطفال بشكل متكرر، ببلادهم الأصلية، وقد يسهم الاطلاع على تجارب الشعوب التي عايشت مثل هذه الحالة مفيداً".

ولكن بالمقابل، حذر النعساني، من ظهور ميول عدوانية لدى الأطفال، نتيجة تفاقم المشاكل النفسية التي تنتجها أزمة (ضياع الانتماء)".

التعليقات (1)

    معاوية الأموي

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    يعني مع تقديرنا للتقرير وما ورد به من معلومات، لكن أعتقد أن السوري صعب جدا ينسى بلده أو لا يعلم أولاده شيء عن سورية، وخصوصا في هذه الظروف
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات