وأيمن هو واحد من الطلبة السوريين الذين حالفهم الحظ، وحصلوا على منح «فرصة» تقدمها منظمة «YTB» التركية تؤمن لهم من خلال هذه الفرصة الأقساط الجامعية والسكن الجامعي المجاني، فضلاً عن راتب شهري أيضاً.
يقول «قد تهدر عامين من مشوارك الدراسي قبل تخطي حاجز اللغة التركية، ويمكن أن يستغرق الحصول على شهادة «التومر» التي تقابل «التوفل» الانكليزية عاماً كاملاً، ومن ثم قد تواجه في السنة الأولى صعوبة التراكيب اللغوية وعدم الفهم للمجازات والمصطلحات».
ويتابع: «ربما الضغوط النفسية والاجتماعية التي نعاني منها تصعب علينا من فهم اللغة، ولكن عموماً نحاول تخطي هذا العائق بالإصرار على المتابعة وخصوصاً أن سوريا المستقبل هي بحاجة إلى كوادر في شتى المجالات».
وعن سبب دخوله الجامعة التركية وعدم متابعة مشواره الجامعي في مدينته حلب، يقول أيمن: «عن أي جامعة تتحدث بعد أن حولها الأمن إلى سجن وخصوصاً لأبناء المناطق الثائرة، ولاسيما أنني مطلوب لديهم كوني شاركت في المظاهرات السلمية ومن ثم حملت السلاح، والآن أنا مؤمن بأن نصر الثورة أيضاً يأتي عبر التحصيل العلمي».
ورغم أن عدد الطلبة السوريين المسجلين في الجامعات التركية صغير إلا أن بعضهم يضطر لدراسة اللغة التركية على نفقته الخاصة، ويضطر بعضهم لتحمل نفقات الإيجار.
وجراء ذلك، فقد سجلت الكثير من حالات التخلي عن الحلم الجامعي نهائياً، وهذا ما حدث مع «أحمد» الذي كان يدرس التمريض في جامعة «العثمانية»، بعد أن تعذر عليه تأمين مسكن جامعي وعمل يساعده على تأمين النفقات التي يحتاجها.
يقول: «قد يكون هذا المشوار الطويل عصياً على الإكمال ويحتاج إلى نفقات كبيرة، وهذا ماخمّد إرادتي على المتابعة لذلك قررت أن أترك واتجه للعمل، لي أمل في أن أتابع دراستي في بلدي عندما تنتهي هذه الحرب».
أما طالب السنة الرابعة في كلية الهندسة جامعة حلب «محمد فروح» المنقطع عن دراسته لدواع أمنية، فقد فضل عدم خوض غمار هذه التجربة لأسباب يلخصها بتقلص مساحة الأمل أولاً وعامل الوقت ثانياً واللغة التركية ثالثاً.
ويضيف: «أردت إكمال مشواري الجامعي هنا، فأنا مضطر للعودة إلى السنة الأولى بعد أن قطعت مشواراً في دراستي، وقد أدخل فرعاً لا أحبذه». ويتابع بنبرة حزينة «أما إذا أردت أن أكمل في مراحل متقدمة، فسوف يطالبونني بإثباتات وأوراق جامعية من جامعة حلب وهنا المعضلة الكبرى، فمن ذا الذي يستطيع جلب تلك الأوراق لي».
وتشكل الأوراق الثبوتية، والإقامة التي تشترطها بعض الجامعات التركية مانعاً من جملة الموانع، والعوائق التي تلاحق السوري أين ما حل وأينما ذهب.
بينما يكتفي «أيهم» الطالب بكلية الآداب في جامعة حلب بالمرور بجامعة غازي عنتاب ومشاهدتها فقط، لأنها ترفٌ لم يعد بمتناول يده، على حد قوله.
يقول أيهم: «القصف أرغمني على القدوم وعائلتي إلى هنا، وتركي جامعتي والآن حلمي يقتصر على إعالة أسرتي هنا ودفع شبح العوز عنهم، وعند عودتنا إلى سوريا سوف أعاود التفكير بجامعتي».
وكان التعليم العالي التركي أصدر بياناً في وقت سابق، قال فيه إنه اتخذ قراراً بفتح برامج تعليمية للطلبة السوريين في عدد من الجامعات الحكومية، وذلك بطلب من الرئيس رجب طيب أردوغان، وبحسب تأكيدات إعلامية فسوف تتولى لجنة مشتركة تركية سورية التصديق الفوري على الشهاد من الجامعات التي يتم الدراسة بها.
التعليقات (2)