شكّل الشريط المصور الذي ظهر فيه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "جوناثان كونريكوس" فضيحة من العيار الثقيل، لا سيما بعد أن تحدث عما أسماها بالدلائل الدامغة التي تؤكد الرواية الإسرائيلية، باتخاذ الفصائل الفلسطينية من مشفى الشفاء كمقر لتخزين السلاح وقيادة العمليات وهو ما تناقض مع المشاهد التي عرضها الشريط، التي دفعت وزارة الدفاع الإسرائيلية لاحقاً لحذفه وإعادة نشره بعد اقتطاع أجزاء منه.
أين الأنفاق؟
مع بدء استهداف إسرائيل للقطاع الطبي وعلى رأسها مشفى الشفاء والمعمدان في غزة، برّرت الأخيرة ذلك باتخاذ حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المشافي كـ "مقرات لقيادة العمليات وتخزين السلاح"، إضافة لربطها بشبكة الأنفاق السرية التابعة لها، إلا أن الشريط المصوّر داخل مشفى الشفاء، لم يعرض أية أجهزة تؤكد أن المشفى كان مقراً للعمليات، واقتصرت اللقطات على كميات من الأسلحة هنا وهناك، كما لم تظهر أية لقطات لفتحة نفق أو أنفاق تحت المشفى، الأمر نفسه الذي أكدته وكالة "أسوشيتد برس"، التي نشرت تقريراً لها حول اقتحام مشفى الشفاء وألمحت من خلاله لكذب وتضليل إسرائيل بالتساؤل "عن مصير شبكة الأنفاق" التي كانت جزءاً مهماً من الرواية الإسرائيلية حول المشفى.
كما إن مصور قناة FOX NEWS الأمريكية "تري ينغست" أكّد وعبر حسابه في منصة X، عدم عثورهم على أنفاق خلال تصويرهم داخل المشفى، واستخدم تعبير "عُرضت علينا" حول حديثه عن الأسلحة التي من المفترض أنها اكتشفت داخل المشفى.
PREVIEW: Inside Gaza’s Al-Shifa hospital. We were shown weapons in the radiology building. We were not shown any tunnels. The raid is ongoing at this hour. Hundreds of Palestinians are still inside. I questioned the IDF about criticism over the operation. More airs tomorrow. pic.twitter.com/nwcvpHS1tB
— Trey Yingst (@TreyYingst) November 15, 2023
المجنّدة وحاسوبها المحمول
خلال تصوير الشريط وفي غرفة الرنين المغناطيسي داخل مشفى الشفاء بالتحديد، تحدّث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عن عثورهم على "لابتوب" خاص بالفصائل الفلسطينية، ورغم أن الرواية صعبة التصديق نظراً للسرية الكبيرة التي تعتمدها الفصائل مع عدم ترك أية أدلة خلفها، إلا أن الأمر الذي أثار الجدل هو ظهور صورة للمجندة الإسرائيلية "Ori Megidish/أوري مييجديش"، التي ادعت إسرائيل في الثلاثين من أكتوبر الماضي (تحريرها) بعد أسرها خلال طوفان الأقصى، وهو ما أثار موجة من التساؤلات دفعت بكثير من النشطاء الغربيين لتكذيب الرواية الإسرائيلية حول إنقاذ المجنّدة أو حتى اختطافها من الأساس.
وقال الصحفي الأمريكي والكاتب السابق في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية "روبرت ماكي" في تغريدة له على حسابه في منصة X، تعليقاً على ظهور صورة المجندة على حاسوب يفترض أنه تابع للفصائل الفلسطينية: "هذه الصورة للجندية "أوري مجيديش"، عُثر عليها على جهاز الكمبيوتر المحمول الذي تقول القوات الإسرائيلية إنها اكتشفته في مستشفى الشفاء، من الواضح أن هذا الجهاز تم استخدامه على نطاق واسع في التقارير الإخبارية، التي تحدثت عن إنقاذها الشهر الماضي، وليس دليلاً على أنها احتجزت كرهينة من قبل صاحب الكمبيوتر المحمول .
This image of Pvt. Ori Megidish found on the laptop Israeli forces say they discovered in Shifa hospital appears to be one widely used in news reports of her rescue last month — not a photo of her in captivity — so it is not proof she was held hostage by the laptop owner. https://t.co/zQ3yIFbmoD pic.twitter.com/vFalujJAuf
— Robert Mackey (@RobertMackey) November 16, 2023
كما أكد الصحفي الأمريكي والكاتب في صحفية واشنطن بوست الأمريكية "إيفان هيل"، أن الدفاع الإسرائيلية حذفت الفيديو (غير المُحرّر)، لأنه أظهر الكمبيوتر المحمول بدون تأثير التمويه، فيما كان الكمبيوتر المحمول يعرض صورة رهينة الجيش الإسرائيلي التي تم إنقاذها أوري مجيديش.
The IDF has deleted Conricus's unedited video walkthrough, possibly because it showed the laptop without the blur effect (https://t.co/CbWfUDcy8R). In the video, the laptop was showing an image of rescued IDF hostage Ori Megidish: https://t.co/JQjcBzTAzr
— Evan Hill (@evanhill) November 16, 2023
أسلحة وهواتف لاسلكية
يبدو أن عدم العثور على أنفاق، دفع بالناطق باسم الجيش الإسرائيلي للتركيز على موضوع السلاح، في محاولة منه صرف النظر عما ادعته إسرائيل خلال قصفها للمشفى الذي لم يكن يؤوي مرضى فحسب بل عائلات المرضى ونازحون من مدنيي غزة، إضافة إلى أن مسألة الحاسوب المحمول وصورة المجندة التي من المفترض أنها اختطفت وجرى تحمليها زادت الأمور تعقيداً.
وقد ذكر الصحفي والمحلل السياسي التركي "محمد جان باكلي"، أن المشاهد الملتقطة داخل مشفى الشفاء، خاصة بما يخص عرض أجهزة لاسلكي والادعاء بأن الفصائل الفلسطينية تستخدمها، مع العلم أن أي خبير عسكري يعلم بأن استخدام هذه الأجهزة يعني تحديد موقع مستخدميها، إضافة لوجود أقراص CD إلى جانب حاسوب محمول (بدون رمز حماية حتى ونوعه لا يدعم تشغيل هذه الأقراص)، ووجود صورة المجندة على الحاسوب وغيرها من الدلائل، ما يعتبر دليلاً دامغاً على كذب إسرائيل والولايات المتحدة بخصوص تحويل المشفى لمقر عمليات عسكرية.
فضيحه من العيار الثقيل للجيش الإسرائيلي بشأن ادعائه عثوره على أسلحه في مستشفى الشفاء
— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) November 16, 2023
.
.
" نشر الجيش الإسرائيلي في حسابه بالانجليزيه فيديو لوجود أسلحه داخل غرفة الرنين المغناطيسي في مستشفى الشفاء
.
" ثم أظهر أنه عثر على لابتوب لحماس ...وهنا كانت الفضيحه
.
" في البداية أظهروا… pic.twitter.com/acIAZKUMcQ
التعليقات (0)