6 أساليب للتضليل.. كيف بررت وسائل إعلام غربية انتهاكات إسرائيل؟

6 أساليب للتضليل.. كيف بررت وسائل إعلام غربية انتهاكات إسرائيل؟

توازياً مع العملية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، شهد الفضاء الإعلامي الغربي نهجاً غير مسبوق في التحشيد الجارف لرواية تل أبيب للأحداث والتعامي عن انتهاكات وجرائم جيشها من جهة، وبالمقابل تغييب الأصوات الفلسطينية وتهميش البعد التاريخي للصراع من جهة أخرى.  

وعلى مدى الأسابيع الخمسة الماضية، كانت التطورات المتسارعة في غزة هي الشغل الشاغل لمعظم وسائل الإعلام الغربية، ولا سيما الأمريكية والبريطانية منها، غير أن تغطية العديد من تلك الوسائل للحدث، افتقرت في كثير من جوانبها للموضوعية اللازمة لمناقشة الملفات الدولية الشائكة.

أورينت نت، ومن خلال متابعتها لتغطية عدد من تلك الأحداث، رصدت 6 أساليب لجأت إليها العديد من المؤسسات الإعلامية من أجل ترويج السردية الإسرائيلية حول ما يجري، وإخفاء ما يحدث للفلسطينيين من مجازر.

ترديد الرواية الإسرائيلية 

مع بداية الأحداث ركّزت العديد من الوسائل الغربية على ترديد كل ما يصدر عن المسؤولين الإسرائيليين ووسائل الإعلام الإسرائيلية، إزاء العملية التي شنتها الفصائل دون حتى التحقّق من صحته.

وفي تلك الفترة، تناولت وسائل إعلام واسعة الانتشار من بينها CNN وPBS CBS وAFP  و NBC و Business Insider  على سبيل المثال لا الحصر، تقارير تضمنت معلومات من قبيل قطع الفصائل رؤوس الأطفال وحرق جثثهم وغيرها من الفظائع، من غير أن تكلّف نفسها مشقة تحرّي الحقيقة.

وقد بلغ الحد في تلك الدعاية لمشاركة الرئيس الأمريكي ذاته بها، دون وجود أي دليل عليها، حينما قال خلال اجتماعه مع زعماء يهود في البيت الأبيض: "إنه لم يكن يعتقد بأنه سيرى صوراً لإرهابيين وهم يقطعون رؤوس الأطفال"، قبل أن ينفي البيت الأبيض أن يكون الرئيس الأمريكي قد شاهد أي تسجيلات تؤكد حدوث تلك المزاعم، وحتى الجيش الإسرائيلي تراجع عنها بعد أن وجد أن تلك الأكذوبة لا يمكن إثباتها. 

ورغم انكشاف تلك الأكذوبة، واصلت معظم وسائل الإعلام الأمريكية والغربية نشر تقارير وحكايات بشكل متواتر عن قتل الأطفال وحرقهم واغتصاب النساء واستخدام المدنيين كدروع بشرية اعتماداً على الروايات الإسرائيلية التي لم تقدّم أي دليل يُذكر، رغم ما تحتويه المستوطنات الإسرائيلية من كمّ هائل من كاميرات المراقبة العامة والمنزلية، وما تمتلكه طواقم الإسعاف والدفاع المدني من كاميرات خاصة بهم. 

تغييب الرواية الفلسطينية

وبالمقابل، تغيب بشكل شبه كلي تصريحات مسؤولي الحكومة الفلسطينية في غزة، باستثناء المصادر الطبية، كالمتحدثين باسم الفصائل أو حتى السياسيين الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني عن أغلب التقارير والتغطيات، ما يترك المجال واسعاً أمام الرواية الإسرائيلية لتكون وحيدة في الميدان.

وشككت العديد من وسائل الإعلام الغربية حتى بالإحصائيات الرسمية الفلسطينية للضحايا، وهو ما كرّره الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أن تعترف الإدارة لاحقاً أن الأرقام صحيحة إلى درجة كبيرة.

التغافل عن ذكر الخلفيّة التاريخية للصراع

كما عمدت العديد من تلك الوسائل إلى الإيحاء خلال البرامج والتقارير بأن هجوم الفصائل هو ما أشعل شرارة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، متحاشية تقديم خلفيات تاريخية عن الاستيطان والاحتلال والحصار والهجمات التي طالما شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وكيف حوّلت قطاع غزة إلى سجن كبير تتحكم بسمائه ومائه ومعابره وتمنع حتى الإسمنت والحديد وقوافل المحروقات من الدخول إليه.

وبمراجعة سريعة لعشرات المقالات والتقارير التي نشرتها شبكات مثل CNN وFOX و ABC وغيرها الكثير، يغيب عن مجمل تقاريرها أي إشارة لذكر ماضي الصراع في المنطقة، وكأن الحرب قد بدأت يوم 7 من تشرين أول الماضي.

التلاعب بالعناوين 

وبدا جلياً من خلال التغطية الإخبارية تجنب العديد من وسائل الإعلام ذكر أن إسرائيل هي من قتل المدنيين، وعلى سبيل المثال تناولت صحيفة الغارديان البريطانية مادة خاصة تحت عنوان "رسامة وشاعرة وروائية ..  فنانون يُقتلون في غزة" لكن العنوان لم يتضمن الجهة التي قتلتهم، وهي إسرائيل.

وفي خبر آخر لنفس الصحيفة، في ذات اليوم عنونت "مشفى الشفاء بات خارج الخدمة" دون الإشارة إلى أن ذلك بفعل حصار الدبابات الإسرائيلية.

وحتى الواشنطن بوست الرصينة، تماهت مع هذا الأسلوب وتحاشت في عناوينها الإشارة لمسؤولية إسرائيل عن مهاجمة المشافي، حيث عنونت مؤخراً " يقول مسؤولون إن أكبر مستشفيَين في غزة يواجهان أزمةً وسط القتال والقصف".

وفي تقرير آخر على سبيل المثال، عنونت الصحيفة "العاملون الطبّيون محاصرون في المستشفى الرئيسي في مدينة غزة.. والجيش الإسرائيلي يعرض نقل الأطفال" وذلك في محاولة مفضوحة لتحسين صورة الجيش الإسرائيلي.

 

وبلغ الأمر بصحيفة تايمز البريطانية لتعنون أحد تقاريرها بـ "إسرائيل تستعرض جثث أطفال مشوّهة" بينما الصورة المرفقة لأطفال فلسطينيين طالهم القصف.

 

تقارير لغسل جرائم الجيش الإسرائيلي  

وتطوّعت بعض وسائل الإعلام الأمريكية إلى تبرئة إسرائيل من مجزرة مشفى المعمداني، وذلك بعد أن أثارت الجريمة ردود فعل دولية واسعة.

وعلى سبيل المثال، نشرت وكالة أسوشيتد برس تقريراً تلقفته العديد من وسائل الإعلام الغربية رجّح أن يكون الصاروخ الذي استهدف باحة المشفى هو صاروخ فلسطيني، وذلك اعتماداً فقط على آراء محللين أمريكيين وتسجيلات أكدت ذات الوكالة أنها لا تعطي أي دليل قاطع.

وعلى ذات المنوال، سعت جريدة واشنطن بوست جاهدة إلى إنقاذ سمعة الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية التي نشرتا فيديو مضللاً زعمتا أنه لصاروخ فلسطيني أصاب المشفى. 

لأجل ذلك الغرض، نشرت الصحيفة ما وصفته بتحقيق أقرّ بدايةً، أن ذلك الفيديو يرصد صاروخاً إسرائيلياً مصدره منظومة القبة الحديدية، قبل أن ترجّح أن تكون ساحة المشفى أُصيبت بصاروخ فلسطيني آخر، مستبعدة بشكل غريب فكرة أن صاروخ القبة الحديدية هو الذي سقط فوق رؤوس المدنيين رغم وقوع حالات مشابهة كسقوط  صاروخ للمنظومة بشكل مشابه في محيط تل أبيب.

انتقائية وعدم توازن 

وبشكل دوري تعمّدت العديد من وسائل الإعلام الغربية الإضاءة على قصص ذات طابع إنساني لإسرائيليين قُتلوا أو فقدوا أحداً من أفراد أسرهم في هجوم الفصائل أو معارك غزة مع غيابٍ شبه تام لقصص الطرف الآخر، رغم أن أعداد الضحايا الفلسطينيين أضعاف ما قُتل على يد الفصائل.
   
وفي شكل آخر من أوجه الانتقائية، تجنبت معظم وسائل الإعلام، التصريحات الوحشية والإجرامية للمسؤولين والإعلاميين الإسرائيليين، وعلى سبيل المثال تحاشت معظم تلك الوسائل التنديد بـاقتراح وزير إسرائيلي خيار قصف غزة بالأسلحة النووية، وعمدت عوضاً عن ذلك إلى التقليل من وقع القصة من خلال عناوين كـ"نتنياهو يعلّق عمل وزيرٍ طرح خيار قصف غزة بالأسلحة النووية". 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات (1)

    ياسبن

    ·منذ 5 أشهر أسبوع
    يبدو الكاتب الفطحل ابو فاضل خبير ولكن لا ينتقد لا يشد على اياديهم فقد الفنا نفس الاسلوب منه بتغطية ما يسمى مظاهرات السويداء وكيف اليو هجموا وفتكوا بالمتظاهرين السلميين واعتمد على رواية المتظاهرين والكل يعلم ان اهل السويداء جميعا. سئموا من هوؤلاء الزعران العملاء. ولم يعلمنا كاتبنا الفطحل كيف كل يوم هوؤلاء الزعران يركبون الباص من قريه لقريه ليتصور وينشرها موقعكم لم يعلمنا كيف في صما البردان امس اكلوا قتله وانقلعوا وحصل نفس الشي في قرية العفينه وسيلحقها باقي السويداء وسيظل كاتبنا الفطحل يلاحقهم من قريه لقريه ويتحفنا بالظلم الذي يتعرضون له وهو العالم يالتضليل الامريكي والحقيقه مهرج وتهريج وكأن العالم لم يعد الا موقعكم لينقل الكذب وتصدقه الناس ولا يعرفون ان هناك الف وسيله لمعرفة الحقيقه كما حصل مع اليهود يحصل معكم والفرق انكم لا تجيبوا سيرتهم لا هنن ولا الامريكان هدول خط احمر ابو فاضل والاحلى اسمه ابو فاضل. كما هناك ماهر شرف الدين هههه والعكس هو الصحيح لا فاضل ولا شرف
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات