أكد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل عدّلت خططها لاجتياح غزة بتوجيهات من وزير الدفاع الأمريكي، مرجّحين أن تل أبيب استبدلتها بتوغلات برية محدودة على الأقل في المرحلة الحالية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نشرته مساء أمس إن قرار إسرائيل الواضح بوقف غزو واسع النطاق لقطاع غزة والقيام بدلاً من ذلك بإجراء المزيد من التوغلات البرية المحدودة، على الأقل في البداية، يتوافق مع الاقتراحات التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن لنظرائه الإسرائيليين في الآونة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين يوم السبت قولهم إن التوغلات التي تقوم بها القوات البرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن أصغر حجماً وأكثر تركيزاً مما وصفه المسؤولون العسكريون الإسرائيليون في البداية للسيد أوستن وغيره من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين.
وبحسب الصحيفة، أثارت خطط الغزو الإسرائيلي الأولية قلق المسؤولين الأمريكيين، الذين أعربوا عن قلقهم من افتقارها إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق وأن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعداً بعد لشن غزو بري.
وفي محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، شدد أوستن على الحاجة إلى دراسة متأنية لكيفية قيام القوات الإسرائيلية بغزو بري لغزة، حيث تحتفظ حماس بشبكة معقدة من الأنفاق تحت مناطق مكتظة بالسكان.
تنقيح الخطة
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن العوامل الأخرى التي أثرت على الأرجح على التخطيط الحربي الإسرائيلي هي التأثير المحتمل على مفاوضات الرهائن وحقيقة أن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين منقسمون حول كيفية الغزو ومتى وحتى ما إذا كان سيتم الغزو أم لا.
وحذر مسؤولو إدارة بايدن من أنه من الصعب معرفة ما ستفعله إسرائيل في نهاية المطاف، لأن الغارات الجوية المتزايدة والتوغلات البرية الموسعة في الأيام الثلاثة الماضية تشير إلى موقف أكثر عدوانية.
ويرى مسؤولون حاليون وسابقون في البنتاغون، بالإضافة إلى قادة أميركيين سابقين نفذوا عمليات عسكرية في المناطق الحضرية، أن إسرائيل تنفذ فيما يبدو عملية على مراحل، حيث تتقدم وحدات استطلاع أصغر داخل غزة لتحديد مواقع مقاتلي حماس والاشتباك معهم وتحديد نقاط الضعف لديهم.
وقال ميك مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون وضابط متقاعد في وكالة المخابرات المركزية: «بمجرد اكتشاف نقاط الضعف والفجوات، فإنها تستعين بالقوة الهجومية الرئيسية». .
وبينما قال فريدريك هودجز، وهو جنرال متقاعد خدم في العراق، إن هذا التكتيك يبدو أيضاً وسيلة للقوات الإسرائيلية "لتقليل أو الحد من الخسائر البشرية وكذلك الأضرار الجانبية" للمباني.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال مساء السبت إن القوات الإسرائيلية دخلت قطاع غزة يوم الجمعة لبدء “المرحلة الثانية من الحرب”، دون أن يصف هذه الخطوة بالاجتياح، فيما قال مسؤولون عسكريون في وقت سابق يوم السبت إن القوات الإسرائيلية توغلت في الجزء الشمالي من القطاع وبقيت هناك.
التعليقات (0)