لا يكاد يمر يوم دون أن ترصد فيه عدسات الناشطين في غزة مأساة لطبيب أو مسعف أو ممرض يعيش لحظات الانهيار والصدمة حال ما تبصر عيناه أحد أفراد عائلته مسجى جراء التصعيد الإسرائيلي.
وخلال الأيام القليلة الماضية، رصد موقع أورينت تسجيلات ترصد الصدمة التي عاشها عدد من أعضاء الكوادر الطبية الفلسطينية في غزة بعدما وقعت أعينهم على جثث أحبائهم بين الضحايا.
ونشرت وزارة الخارجية الفلسطينية يوم أمس صورة للمسعف "رزق أبو روك" مشيرة إلى أنه أثناء عمله على إسعاف ضحايا القصف الإسرائيلي على مقهى بخان يونس فجع بوجود والده بين الضحايا.
كما تداول صحفيون في غزة تسجيلاً مصوراً للمسعف وقد أصيب بانهيار عصبي بعد مشاهدته والده بين ضحايا مقهى ريو وسط شارع جلال بمدينة خانيونس.
وفي تعبير عن هول المصيبة التي ألمت به، يصرخ المسعف "أنا بشيل (أنقذ) الكل ما بشيلش أبوي" ويلطم نفسه قبل أن يفقد الوعي.
كما نشرت صفحات محلية في غزة من بينها "إدارة صحة رفح _ الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية" تسجيلاً مصوراً آخر لممرضة فلسطينية تبكي شقيقتها التي وضعت في كفنها على الأرض إلى جوار جثامين ضحايا آخرين.
وفي حادثة أخرى وثقتها الكاميرات يوم أمس، انهمرت دموع طبيب فلسطيني شاب في ساحة مستشفى الأقصى بعد تعرّفه على جثامين عدد من أقاربه الذين قتلوا بقصف إسرائيلي.
وفي ذات المشفى استقبل أحد الأطباء المسنين قبل أيام حفيده جثة هامدة، جراء الغارات الإسرائيلية، وفي أحد التسجيلات التي رصدت الواقعة يصرخ الطبيب المسن باكياً حفيده المدعو ياسين مشيراً إلى أن والده رزق به بعد عناء وانتظار استمر 5 سنوات.
وفي مشهد مؤلم آخر، أصيب الطبيب فادي الخضري بانهيار عصبي أثناء عمله بإحدى مشافي غزة بعد علمه بخسارة عائلته إثر غارات إسرائيلية استهدفت منزله.
ونشرت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيلاً آخر لطبيب فلسطيني ينهار بعدما اكتشف أن جثة والده وصلت إلى المشفى مع قتلى وجرحى آخرين بقصف إسرائيلي على غزة.
وفي حادثة مأساوية، أصيبت ممرضة فلسطينية بانهيار عصبي وراحت تصرخ أمام كاميرات الإعلاميين "زوجي استشهد" بعد معرفتها بمقتل زوجها جراء القصف الإسرائيلي.
أما الطبيب الفلسطيني محمد حميد أبو موسى فقد أحدثت قصة طفله يوسف حالة حزن على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن ظهرت والدته وهي تقدم أوصافه إلى أحد المشافي قائلة "شعره كيرلى وأبيضانى وحلو وينه حبيبى" قبل أن يتم إبلاغها ووالده بمقتله بقصف إسرائيلي.
فيما عاش عبد الله ابو ندى صدمة أليمة جراء مقتل زوجته وأطفاله الأربعة بغارة جوية إسرائيلية حيث بقي الضحايا 4 أيام تحت الأنقاض قبل أن يتم إخراج جثامينهم ليلقي عليهم الطبيب نظرة الوداع والدموع تملأ عينيه.
بينما نشرت قناة الجزيرة تسجيلاً لممرض في مستشفى الشفاء يتفاجأ بعائلته بين الإصابات والضحايا في غارات جوية استهدفت شارع 8 في منطقة الدحدوح بمدينة غزة.
التعليقات (3)