حاولت تضليل الرأي العام.. مزاعم إسرائيل بذبح الفصائل الفلسطينية لـ 40 طفلاً تتبخّر

حاولت تضليل الرأي العام.. مزاعم إسرائيل بذبح الفصائل الفلسطينية لـ 40 طفلاً تتبخّر

كشف إعلاميون ووسائل إعلام غربية معلومات عن محاولة مسؤولين ووسائل إعلام إسرائيلية تضليل الرأي العام العالمي باستخدام معلومات مضللة تتهم حماس بارتكاب جرائم قتل وذبح للأطفال.

وقالت موقع سكاي نيوز بنسخته البريطانية إن مسؤولين إسرائيليين وصحفيين تداولوا على نطاق واسع اتهاماً مفاده أن مقاتلي حركة حماس ذبحوا ما لا يقل عن 40 طفلاً رضيعاً وصغيراً وقطعوا رؤوس بعضهم في كيبوتس (مستوطنة ) "كفار عزا" بالقرب من حدود غزة.

وأضافت أن وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات ردد ادعاء مماثل في مقابلة مع القناة قائلاً: "لقد رأينا للتو... سمعنا عن 40 صبياً صغيراً. تم حرق بعضهم أحياء، وبعضهم قطعت رؤوسهم., بعضهم أصيب برصاصة في الرأس".

كما قال يوسي لانداو، رئيس العمليات في منظمة زاكا الإسرائيلية للطوارئ، قوله إنه "شاهد بنفسه" بالغين وأطفالاً ورضعاً مقطوعي الرأس"، وذلك في مقابلة مع شبكة CBS نيوز الأمريكية.

الجيش الإسرائيلي: لا يمكننا تأكيد العدد ولا قطع الرؤوس

وفي وقت لاحق وفي محاولة للإيحاء بأن تلك المزاعم صحيحة، دعا الجيش الإسرائيلي الصحفيين الأجانب لمشاهدة آثار المذبحة التي ارتكبها مسلحو حماس في الكيبوتس.

وبناء عليه كان كبير مراسلي سكاي نيوز، ستيوارت رامزي، من بين أولئك الذين ذهبوا للوقوف على تلك المزاعم، غير أنه لم يشاهد هناك سوى "طفل صغير يحمله مسعفون على نقالة" وملعب كرة سلة به "جثث مصفوفة في أكياس سوداء"، أي لا يُعرف ما بداخلها.

عندما سُئل متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مباشرة عما إذا كان "40 طفلاً قد تم قطع رؤوسهم"، قال إن الأطفال قتلوا - لكن التقارير عن قطع الرؤوس "غير مؤكدة".

وفي بيان لقناة سكاي نيوز، قال الجيش الإسرائيلي: "لا يمكننا تأكيد أي أرقام، ما حدث في كيبوتس كفار عزة هو مذبحة تم فيها ذبح النساء والأطفال الصغار والمسنّين بوحشية على طريقة داعش".

ضباط يتهربون من الأجابة

كما أجرى رامزي مقابلات مع ضابطين برتبة رائد في الجيش الإسرائيلي أحدهما يشغل منصب متحدث باسم الجيش.

وقال رامزي: "لم يذكر المتحدث أو الرائد الآخر الذي تحدثت إليه في أي وقت من الأوقات أن حماس قطعت رؤوس أو قتلت 40 طفلاً أو رضيعاً. وأعتقد أنه لو كان الأمر كذلك، لكانوا قد أخبروني والآخرين هناك".

وتابع: "لأكرر، كان لدى الجيش الإسرائيلي كل الفرص لإبلاغ وسائل الإعلام العالمية بأي قصة أصبحت واضحة مع تمكنه في تطهير الكيبوتس" لكن "لم يتم إبلاغي أنا أو فريقي بمقتل وقطع رؤوس 40 طفلاً".

وكان الصحفي الآخر، أورين زيف، الذي يعمل في المنفذ الإخباري المستقل 972 ماج، حاضراً أيضا وأتيحت له الفرصة للتحدث إلى "مئات الجنود في الموقع".

وفي منشور على موقع "X"، قال عن ادعاءات الطفل: "خلال الجولة لم نرَ أي دليل على ذلك، ولم يذكر المتحدث باسم الجيش أو القادة أيضاً أي حوادث من هذا القبيل".

مراسلة CNN تعتذر

ويوم أمس الجمعة، اعتذرت مراسلة شبكة CNN الأمريكية سارة سيدنر، عن دفاعها على الهواء مباشر، عن مزاعم إسرائيل بشأن مزاعم ذبح وقتل الأطفال.  

​​​​​​​وقالت سيدنر في تدوينة على منصة "إكس" الجمعة، "بالأمس قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه تأكد من قيام حماس بقطع رؤوس الأطفال والرضّع بينما كنا على الهواء مباشرة".

وأضافت: "وتقول الحكومة الإسرائيلية اليوم إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال. كان يجب أن أكون أكثر حذراً في كلامي.. أعتذر".

صورة بالذكاء الصناعي

وفي شأن ذي صلة، قال الإعلامي الأمريكي جاكسون هينكل إن الصورة التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونشرها عبر حسابه على تويتر للترويج أن حماس قتلت وحرقت أطفلاً غير صحيحة ومُعدّلة إلكترونياً.

ونشر هينكل لقطة لنتيجة فحص الصورة عبر موقع OPTIC المختص بالتحقق من الصور حيث تشير النتيجة إلى الصورة منتجة باستخدام الذكاء الصناعي.

والأربعاء الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب ألقاه أمام تجمع للجالية اليهودية في واشنطن: "لم أعتقد قطّ أنني سأرى، أو تأكدت من ذلك، صوراً لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال، لم أعتقد قطّ أنني سأرى ذلك على أي حال...".

غير أن إدارة بايدن سرعان ما تراجعت عن ذلك حيث نقلت شبكة CNN الأمريكية عن مسؤول في الإدارة قوله إن بايدن لم يرَ ولا الإدارة صوراً أو تقارير مؤكدة عن أطفال أو رضّع قطعت رؤوسهم "حماس"، مضيفاً إن تصريحات بايدن كانت تستند إلى تعليقات عامة من وسائل الإعلام والمسؤولين الإسرائيليين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات