على الرغم من ادعائها الوقوف بجانب حقوق الإنسان والسماح لمواطنيها بحرية التعبير والتظاهر، إلإ أن العديد من الدول الأوروبية منعت التجمع والاحتجاجات الشعبية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة والداعمة للفلسطينيين، بل تعدى الأمر للتلويح بسجن ومعاقبة كل من يعلن تضامنه حتى على وسائل التواصل الاجتماعي.
فرنسا: اعتقالات وتهديد
ففي مقطع مصور له، أعلن وزير العدل الفرنسي "ريك دوبوند" أن من يتعاطف مع غزة أو حماس في فرنسا سيتم سجنه 5 سنوات، مضيفاً أن من ينشر أيضاً تضامناً معهم ويبث مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي فسيتم سجنه 7 سنوات.
وفي جلسة للنواب قال دوبوند: إن أي شكل من أشكال الدعم العلني للمقاومة ضد إسرائيل يعد جريمة جنائية وسيتم توجيه اتهامات ضد أي تعبير علني عن رسائل قد تفسر هجمات حماس على أنها شكل مشروع من أشكال المقاومة ضد إسرائيل.
وعدّ "لوبوند" أن التلويح بعلم حماس خلال الاحتجاجات قد يشكّل جريمة، كما إن التعليقات التي تشيد بالهجمات وتقدّمها على أنها مقاومة مشروعة، والنشر العلني لرسائل تشجّع الناس على إصدار حكم إيجابي على حماس أو الجهاد الإسلامي تشمل أيضاً جرائم جنائية.
" لا تقل لي صحافه أو حرية تعبير
— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) October 11, 2023
فرنسا تعلنها صراحه ،من يتعاطف مع غزه او حماس في فرنسا سيتم سجنه 5 سنوات
.
وزير العدل الفرنسي ريك دوبوند | من يتعاطف مع غزه وحماس سيتم سجنه 5 سنوات
.
ومن ينشر بث على مواقع التواصل يتعاطف مع غزه سيتم سجنه ليس لخمس سنوات بل 7 سنوات#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/yuCHUCgxFX
من جهتها منعت الشرطة الفرنسية مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين كان من المفترض تنظيمها في باريس اليوم واحتجاجاً آخر في مدينة ليون، ثاني أكبر المدن الفرنسية، كان من المقرر تنظيمها مساء أمس، مبررة هذه الخطوة بأنها تشكّل خطراً على النظام العام.
وفي الأثناء شنت قوات الأمن الفرنسية حملة اعتقالات طالت المتضامنين مع الفلسطينيين، حيث احتجزت 20 شخصاً منذ بداية الأحداث الأخيرة، في حين علّق وزير الداخلية "جيرالد دارمانان" بالقول: إنه أمر بترحيل ثلاثة أجانب كانوا ضمن المعتقلين.
فرنسا 🇫🇷الحريات "والبق "وأشياء أخرى الأجهزة الأمنية الفرنسية تقمع مظاهرات للجاليات العربية والمسلمة ومتعاطفين مع القضية #الفلسطينية في #ليون
— أحمد حفصي || HAFSI AHMED (@ahafsidz) October 12, 2023
الشرطة الفرنسية فرقت بالقوة المتظاهرين ومنعت رفع أعلام #فلسطين في #ليون #غزة_تُباد #فرنسا pic.twitter.com/o8bvlkp1x9
بريطانيا: سنحاسب من يدعم حماس
وفي المملكة المتحدة، قال رئيس الوزراء "ريشي سوناك" إن أي شخص يدعم حماس سيحاسب، في حين وجهت وزيرة الداخلية "سويلا برافرمان" الشرطة بأن التلويح بالعلم الفلسطيني أو ترديد هتافات للعرب قد يكون جريمة جنائية، مطالبة بمنع استخدام الأعلام أو الأغاني لمضايقة أفراد الجالية اليهودية.
ونقلت الأناضول عن "برافرمان" اعتقادها بأن بعض أعمال الاحتجاج يمكن أن تشكل انتهاكات للنظام العام، بما في ذلك استهداف الأحياء اليهودية، والتلويح برموز مؤيدة للفلسطينيين أو حماس، وترديد شعارات يمكن تفسيرها على أنها معادية لإسرائيل.
ألمانيا: حظر المظاهرات
أما في برلين فقد حظرت شرطة العاصمة خروج المظاهرات الداعمة لفلسطين والمتضامنة مع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية الأمر الذي حدا بمنظمي المسيرات التضامنية لاتهام الشرطة بالعنصرية، بينما حثّ الرئيس الألماني "فرانك فالكر شتاينمار" على منع الاحتفاء بالمقاومة الفلسطينية في جميع أنحاء البلاد.
الشرطة الألمانية تفرّق بالقوة متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عدداً منهم وتصادر الأعلام الفلسطينية في العاصمة برلين pic.twitter.com/OFQZjXfPQP
— TRT عربي (@TRTArabi) October 11, 2023
النمسا: منع رفع الأعلام
وفي العاصمة النمساوية "فيينا"، حظرت الشرطة مظاهرة أقيمت في ميدان "ستيفانس بلاتز" رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ورددت هتافات مناصرة للمقاومة ومطالبة بـ"الحرية لفلسطين"، كما ادعت قوات الأمن أن الحظر جاء بعد إعادة تقييمها للموقف حيث من الممكن أن تتسبب في حدوث تكدير للأمن العام وتعريض المصالح العامة للخطر، مع توقعات بحدوث اشتباكات عنيفة.
إيطاليا: اعتداء على المحتجّين
أما في إيطاليا فقامت الشرطة بالاعتداء على طلاب إيطاليين نظموا مظاهرة داعمة لفلسطين في جامعة سابينزا وسط العاصمة "روما"، حيث أظهر مقطع مصور هجوم عناصر الأمن على الطلاب ومحاولة تفريق مظاهرتهم وطردهم من الجامعة.
" حقوق الإنسان في أوروبا تبكي في الزاويه حينما يتعلق الأمر بإسرائيل" 🤷
— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) October 11, 2023
"في جامعة سابينزا في العاصمة الإيطالية روما
.
" الشرطه تعتدي على طلابا إيطاليين نظموا مظاهره لدعم فلسطين "#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/A4TeDoUZTq
وفي سياق متصل، حذّر الاتحاد الأوروبي شركات التكنولوجيا من المحتوى المؤيد لحماس على مواقع التواصل، حيث أكد متحدث باسم المفوضية أن المحتوى المتداول عبر الإنترنت والذي يمكن أن يرتبط بحماس، يُعد محتوى إرهابياً وغير قانوني، مشيراً إلى وجوب إزالته وفق قانون الخدمات الرقمية للحد من المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت حسب زعمه.
وكانت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أطلقت السبت الماضي عملية عسكرية تحت عنوان (طوفان الأقصى) ضد إسرائيل في منطقة غلاف غزة قتلت خلالها وأسرت الآلاف، في حين أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" شن عبرها غارات مكثفة على المناطق المدنية والبنى التحتية بالقطاع، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 مدني بينهم نساء وأطفال وجرح أكثر من 5 آلاف آخرين.
التعليقات (14)