دفعت عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غلاف غزة، والتي تكبدت خلالها قوات الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، شبيحة وأبواق نظام الأسد للإشادة بحركة حماس، متناسين أن إمبراطور المخدرات بشار الأسد كان قد اتهم "حماس" مؤخراً بالغدر والنفاق.
ومع بدء تداول الصور والفيديوهات من المناطق التي هاجمتها فصائل المقاومة في غلاف قطاع غزة، بدأت أبواق أسد بالنشر على مواقع التواصل الاجتماعي معتبرين أن النصر الذي حققه الفلسطينيون هو نصر لمحور المقاومة (إيران، ونظام أسد، وحزب الله، وحماس).
وبحسب ما جاء في منشور لرفعت علي الأسد ابن عم بشار الأسد عبر فيسبوك، فإن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد جهود وتعاون "محور المقاومة" لعدة سنوات، متجاهلاً أن ابن عمه بشار كان قد وصف "حماس" بالغدر.
أبواق النظام تشيد بـ"حماس"
وكتب رفعت علي الأسد : "ما فعله اليوم الفلسطينيون هو ثمرة جهود سنين طويلة وتعاون زاد يوماً بعد يوم. فأصبحت قوى المقاومة الشعبية هي الحل الأمثل في مواجهة هذا العدو المتغطرس... إن النصر وليد جهد طويل وعمل مستمر يوماً بعد يوم".
بدوره، احتفل جهاد بركات صهر آل أسد وقائد ميليشيا "مغاوير البعث" بعملية "طوفان الأقصى"، وذهب لاعتبارها كثأر على استهداف الكلية الحربية بحمص.
أما خالد العبود، عضو برلمان أسد السابق، فقد كتب في منشور عبر فيسبوك: "قرارُ طوفان
الأقصى هو قرارُ المحور بكامله، وإن لم يعبّر عن ذلك الآن بشكّل رسميّ!!.."
وفي محاولة منه لتدارك إشادته في المنشور الأول بـ"حماس"، قال العبود في منشور آخر: "هذا ما وعدناكم به يوماً، بأنّ وجوهاً من حماس، والتي انخرطت في مشروع العدوان على سوريا، وهي أسماءٌ من الصفّ الأوّل، سوف تغادر وتنسحبُ وتغيبُ رويداً رويداً!.. وهي كذلك اليوم!.. غائبة تماماً، ليس لها علاقة بالمقاومة أبداً، ومن بقي منهم، ليس له علاقة بتفاصيل طوفان الأقصى، ولو أنّه بدا على غير ذلك!..".
بشار الأسد يهاجم حماس
وتأتي هذه المواقف لشبيحة أسد وأبواقه تجاه "حماس" بعد نحو شهرين من تصريحات بشار الأسد خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، هاجم فيها "حماس".
واعتبر أسد أن موقف "حماس" تجاهه بعد عام 2011 كان مزيجاً من الغدر والنفاق، في إشارة إلى الموقف الداعم للثورة السورية الذي اتخذه قياديون في الحركة مع انطلاقتها.
وكان شبيحة نظام أسد من بينهم ابن عمه دريد الأسد، قد هاجموا "حماس" واتهموها بالإرهاب وبالمشاركة في قتل ميليشيات أسد، وذلك بعد لقاء في دمشق جمع بشار الأسد مع رئيس مكتب العلاقات العامة في "حماس" خليل الحية.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية أمس صباحاً عملية عسكرية غير مسبوقة ضد إسرائيل براً وبحراً وجواً، شملت إطلاق آلاف الصواريخ تلاه عمليات تسلل واسعة النطاق على مستوطنات غلاف غزة واقتحامها وقتل وإصابة المئات بينهم ضباط وقادة عسكريون، إضافة إلى أسر مئات آخرين واقتيادهم إلى غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 350 شخصاً قتلوا وجرح 2000 آخرين في هجوم أمس، بينهم 19 في حالة حرجة و326 في حالة خطرة و359 متوسطة.
فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة بلغت 320 قتيلاً بينهم أطفال وإصابة أكثر من 2000 آخرين.
التعليقات (4)