لا ينفك نظام أسد عن استغلال واستثمار أي حادثة للترويج لنفسه واستعطاف الرأي العام العالمي، حتى إن كانت الحادثة ذاتها من صنيعة إجرامه المتواصل بحق الشعب السوري منذ أكثر من 12 عاماً.
وكان أحدث هذه الممارسات لجوء اتحاد الصحفيين التابع لنظام أسد إلى تقديم معلومات خاطئة عن أحد قتلى استهداف الكلية الحربية بحمص، لخداع الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) أو ما يسمى بـ”الفيدرالية الدولية”، حيث إن اتحاد أسد حصل في عام 2017 على العضوية الأساسية في الفدرالية بالتزامن مع حصول رابطة الصحفيين السوريين عليها بصفة عضو مشارك.
ونشر اتحاد صحفيي أسد أمس عبر صفحته في "فيسبوك" صورة لرسالة تعزية وتضامن من الأمين العام للفيدرالية الدولية أنطوني بيلانجي، مع قتلى الهجوم على الكلية الحربية، ومن بينهم من وصفته الرسالة ومنشور الاتحاد بـ"المصوّر" عبد الغني أبو شعر.
كما نشر تلفزيون أسد مشاهد من تشييع "أبو شعر"، ووصفه بـ"شهيد الإذاعة والتلفزيون".
وتكشف النّعيات التي نشرها عاملون في تلفزيون أسد على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى بيانات "أبو شعر" في صفحته الشخصية بفيسبوك، أنه ليس بمصوّر كما ادعى نظام أسد، وإنما هو سائق مهمات حربية، وبالتالي يتبع لوزارة دفاع أسد.
وبالعودة إلى صفحة "أبو شعر" في فيسبوك، فقد كتب أنه التحق بوظيفة سائق مراسل حربي منذ آذار/ مارس 2020، كما إن جميع الصور ومقاطع الفيديو المنشورة له على مواقع التوصل يظهر فيها "أبو شعر" بالزي العسكري لميليشيا أسد.
وأكدت نعيات صحفيين وعاملين في تلفزيون أسد بأن "أبو شعر" سائق مهمات حربية، ومن بين هؤلاء كل من الإعلاميين عصام محمود وجعفر يونس ونورس سلمان.
كما نشرت الإعلامية في تلفزيون أسد هناء أحمد فيديو سابقاً يظهر فيه السائق "أبو شعر" يتحدث فيه بعد العودة من مهمة في درعا موجهاً التحية لميليشيا أسد.
وتفاعل إعلاميون سوريون معارضون مع تعزية الفيدرالية الدولية بـ"أبو شعر"، معتبرين أن اتحاد صحفيي أسد ضلل الفيدرالية، وأن الأخيرة تتعامل بازدواجية مع اتحاد صحفيي أسد ورابطة الصحفيين السوريين.
وكتب الصحفي السوري علي عيد، عبر صفحته في "فيسبوك": "مرة جديدة يقوم اتحاد الصحفيين في سوريا بتوريط الاتحاد الدولي للصحفيين (الفدرالية الدولية) بإصدار بيانات بناء على معلومات مضللة".
وأضاف: "بيان الأمين العام أنتوني بلانجيه الموجه لاتحاد دمشق يصف عبد الغني أبو شعر بأنه صحفي، وهو في الحقيقة سائق يعمل في نقل مراسلين حربيين".
من جانبه علّق مدير المركز السوري للحريات الصحفية إبراهيم حسين: "قتل واعتقل عشرات الصحفيين وبينهم أعضاء في رابطة الصحفيين السوريين ولم يخطر ببال أنطوني أن يعزي الرابطة..".
وكتب الناشط الإعلامي فائز الدغيم في إحدى المجموعات بتطبيق "واتس آب": "نحنا الجهات الدولية إذا حدا من أقاربنا منخرط بالنزاع المسلح بتعمل علينا X".
يشار إلى أنه وبحسب توثيقات المركز السوري للحريات الصحفية، فقد بلغت الانتهاكات بحق الإعلام في سوريا منذ عام 2011 وحتى نهاية الشهر الماضي حوالي 1500 انتهاك، نصفها تقريباً على يد ميليشيا أسد، وتنوعت بين القتل والاعتقال والإصابة.
التعليقات (3)