لطالما تذرع نظام أسد خلال السنوات السابقة بعقوبات قيصر والحصار الغربي لتبرير التدهور الاقتصادي في مناطقه، حيث يعيش معظم السوريين تحت خط الفقر، باستثناء آل أسد والدائرة المقربة من النظام وتجار الحرب الذين يعيشون برفاهية على حساب دم السوريين.
ولعل أحدث دليل على زيف ادعاءات نظام أسد بأن العقوبات الغربية هي سبب تدهور الوضع المعيشي للشعب السوري، ما تم الكشف عنه مؤخراً حول بيع سيارة موديل 2023 بمبلغ خيالي في العاصمة دمشق.
سيارة بـ470 ألف دولار
ويشير دخول مثل هذه السيارة إلى مناطق أسد على الرغم من العقوبات التي تحول دون تمكّن النظام من استيراد معظم البضائع بما في ذلك السيارات الحديثة، إلى أن النظام هو المسؤول عن تجويع الشعب وإفقاره، كونه يستورد مختلف البضائع إلا أنه يتم سرقتها واستخدامها في حربه المتواصلة ضد السوريين منذ أكثر من 12 عاماً.
وبحسب ما نقلت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ المحامي السوري بسام صباغ كشف في منشور عبر فيسبوك عن بيع سيارة في المزاد بمبلغ قيمته 6 مليارات و250 مليون ليرة سورية، وعلّق ساخراّ: "الحصار يتلاشى على السيارات".
وتفاعل سوريون من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر بيع السيارة بهذا المبلغ الخيالي (حوالي 470 ألف دولار أمريكي)، معتبرين أن الحصار فقط على الشعب.
الحكومة تحاصر الشعب
وكتب أحدهم: "ولسه بيقولوا في حصار على سورية.. عن اي حصار يتكلمون؟"، وتساءل آخر: "مو على اساس حصار اقتصادي موت الشعب من الجوع.. سيارة موديل ٢٠٢٣".
وعلّق آخر: حبيبي الحصار بس ع الشعب من الحكومه يعني"، متسائلاً: " ياترى كيف تجمركت وكيف دخلت للبلد؟.. اذا واحد مقيم بدو يدخل بسيارتو أجازه بينهبوه بالاسبوع بدهم 100دولار .. سيارات 2023 هون بتدخل وتتجمرك بتضل بالبلد ، بلكي ينتخي لشعب ويثور مره ثالثه".
ورداً على سؤال لمن بيعت السيارة؟، أجاب أحد متابعي الصفحة: "عالسيارات مافي حصار.. معروف لمين بتكون انباعت يعني ضروري تنحكى ب ألم نشرح ؟!".
وفي إشارة إلى وسيم الأسد ابن عم إمبراطور المخدرات بشار الأسد، كتب أحدهم: "معروف لمين !!!! مافي غيره تاجر المخدرات والذي يملك اسطول سيارات...وطلع على الشاشة وبكل وقاحة قائلاً للمعثرين اللي مش طايلين رغيف الخبز.. دبروا حالكم مثل مادبرت حالي"، بينما أجاب شخص آخر ساخراً وبشكل مباشر: "بيعت للمناضل والمرابط على خطوط الامريكان وسيم الأسد".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن بيع سيارة بمبلغ كبير في مناطق النظام، إذ سبق أن بيعت سيارة موديل 2022 بمبلغ 2.5 مليار ليرة سورية.
سيارات بمستودعات عسكرية
ويأتي الكشف عن بيع السيارة الفارهة بعد أن أعلنت المؤسسة العامة للتجارة الخارجية التابعة لنظام أسد الشهر الماضي عن إجراء مزاد علني لبيع سيارات سياحية -حقلية وآليات متنوعة أخرى لدى فرعها بدمشق.
ووفق ما جاء في الإعلان، فإن أكثر من نصف السيارات المعروضة للبيع في المزاد موجودة في مستودع شعبة الأمن العسكري في درايا بريف دمشق، ما يرجح أن تكون مسروقة أو تم إدخالها بدون دفع رسوم جمركية لصالح ضباط ومتنفذين في نظام أسد.
التعليقات (9)