نعى أدباء وفنانون وكتّاب عرب الروائي والسيناريست السوري "خالد خليفة" عن عمر ناهز الـ59 عاماً، والذي توفي بدمشق بعد إصابته بأزمة قلبية حادة، وفق ما صرّح به مصدر مقرّب من عائلته لوكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب).
ونقل موقع (يورو نيوز) عن صديقه المقرّب "يعرب العيسى" قوله إن خليفة توفي داخل منزله وحيداً في دمشق، وعندما اتصل به كثيراً ولم يرد، حضر إلى منزله فوجده ميتاً على الأريكة، فيما شخّص الأطباء حالته بأزمة قلبية حادة.
واشتُهر الكاتب الراحل بموقفه المناهض لميليشيا أسد وانتقاده الدائم لسياسات النظام وذلك في مقالاته ومقابلاته الإعلامية ولا سيما في روايته "الموت عمل شاق" عام 2016، كما ناصر بمواقفه الثورة السورية منذ انطلاقها.
واعتبر في أكثر من مناسبة مشروعية هذه الثورة كخيار لا بديل عنه في مواجهة ظلم واستبداد الأسد، ما أسفر عن تعرّضه للضرب وكسر يده من قبل أجهزة الأمن خلال مشاركته بتشييع الموسيقي السوري ربيع غزي في 26 أيار 2012.
ونعاه عدد كبير من الأدباء والسياسيين والناشطين الإعلامين على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال عنه المخرج السوري (هيثم حقي): "أخي وصديقي الحبيب وشريكي في العديد من أعمال تلفزيونية ، نجحت بك وببراعة حسك الروائي العالي… غاب صديقي الغالي صاحب سيرة آل الجلالي ومديح الكراهية ... غاب الطيّب النبيل الروائي الاستثنائي والصديق الحبيب عبر سنين العمر كلّها".
فيما وصفه الصحفي والناقد السوري "محمد منصور" في منشور له على فيسبوك بالودود والمحب، مضيفاً أن رواياته لم تكن سوى تأملات على عمل شاق سبر فيه أغوار المجتمع السوري بمستويات عدة، كان أصدقها ما بعد الثورة حيث أصبحت الجرأة تمريناً يومياً على قول الحقيقة بشجاعة".
وبالمثل نعته الفنانة الثورية كندا علوش قائلة: "لروحه الرحمة.. ولكل محبيه وأصدقائه وأسرته الصبر والسلوان" في حين اعتبر الكاتب " إبراهيم حميدي" أن الموت غيّب فجأة صديق العمر الروائي خالد خليفة، أبو الخل، بتفاؤله وسط سواد، وإبداعه في زمن قحط.. كان جالساً في وكره الدمشقي، يتأمل أحوالنا السورية البائسة.
“الموت عمل شاق"… فجأة يغيب صديق العمر الروائي #خالد_خليفة، أبو الخل، بتفاؤله وسط سواد، وإبداعه في زمن قحط.
— Ibrahim Hamidi ابراهيم حميدي (@ibrahimhamidi) September 30, 2023
كان جالسا في وكره الدمشقي، يتأمل أحوالنا السورية البائسة. @khaled_khalifah pic.twitter.com/mIgOx2A4KC
السياسي السوري المعارض "يحيى العريضي" نعاه أيضاً بالقول: "وداعاً الكاتب خالد خليفة؛ لا زال هناك الكثير ليُكتَب، ربما أضحى هذا الكثير قاتلاً!" وبالمثل نعاه الصحفي والمؤرخ والكاتب السوري سعد فنصه: "خالد خليفة الصديق الغالي غدر بي وسبقني متعجلاً في سفره البعيد..كنا ننشد الحرية ولا شيء قبلها ولا بعدها .. وقطفها خالد مبكراً".
حياته
ولد الروائي السوري والشاعر وكاتب السيناريو والمقالات الأدبية خالد خليفة، في بلدة أورم الصغرى بريف حلب عام 1964، ودرس في جامعة حلب وحصل على شهادة في القانون عام 1988، وأسس مع أصدقائه في الجامعة مجلة ألف، كما ذاع صيته بعد تأليف رواية "مديح الكراهية" التي تُرجمت إلى ست لغات.
مؤلفاته
كتب خليفة الشعر منذ صغره وعمل في الدراما عبر مسلسلات مثل (قوس قزح) و(سيرة آل الجلالي) وبعض الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة والطويلة كمسسلسل (باب المقام) وتعدّ أول رواية له هي "حارس الخديعة" والتي نُشرت عام 1993 ثم تبعتها رواية "دفاتر القرباط" عام 2000 حيث بسببها تم تجميد عضويته من قبل اتحاد الكتاب العرب لمدة 4 سنوات.
وفي الأثناء حازت روايته "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" عام 2013 على جائزة نجيب محفوظ للرواية، كما جذبت روايته "مديح الكراهية" اهتمام الإعلام الدولي ووصلت للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2008 وتُرجمت روايته إلى اللغات "الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، النرويجية، الإنكليزية، الإسبانية".
أما روايته "الموت عمل شاق" والتي تُرجمت للألمانية فيقول خليفة خلال محاضرة له بمدينة زيوريخ السويسرية: هناك خوف من كل شيء في سوريا، دائماً العيش في ظل أنظمة ديكتاتورية يجعل الخوف ملازماً لأي شخص، والسوريون عاشوا طويلاً مع الخوف واختبروه"، مضيفاً " لقد اعتقدنا عام 2011 أننا كسرنا حاجز الخوف، لكن بُني أمامنا حاجز جديد، نحن الآن خائفون من المستقبل وبلادنا بالكامل تقف في المجهول والعالم الآن يتمنى لو تختفي سوريا لأنها أصبحت مزعجةً له".
التعليقات (4)