تصاعدت خلال الأشهر الماضية مظاهر الإجرام والعنف المسلح على أيدي عصابات المخدرات في السويد ما دفع الحكومة للتفكير بالاستعانة بالجيش لمواجهتها، وذلك في أخطر وضع أمني داخلي منذ الحرب العالمية الثانية على ما يقول مسؤولون في ستوكهولم.
ودعا رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، عبر خطاب متلفز إلى عقد اجتماع، اليوم الجمعة، مع قائد قوات الدفاع السويدية وشرطة البلاد، لمناقشة كيفية الاستفادة من مساعدة الجيش، عقب الزيادة الحادة في حوادث إطلاق النار المميتة والهجمات بالقنابل.
استدعاء الجيش!
وقال كريسترسون حسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: "لا أستطيع أن أؤكد بما فيه الكفاية مدى خطورة الوضع، فالسويد لم تشهد أمرا كهذا من قبل"، مضيفا: "لا يوجد أي بلد آخر في أوروبا يشهد مثل هذه الأحداث".
وتابع: "إن السذاجة السياسية والجهل هما من أوصلانا إلى هنا.. سياسة الهجرة غير المسؤولة وجهود الاندماج الفاشلة هي التي أدت بنا إلى هذا الوضع، فالإقصاء الاجتماعي والمجتمعات الموازية تغذّي العصابات الإجرامية، حيث يمكنها تجنيد الأطفال بلا رحمة وتدريبهم ليصبحوا قتلة في المستقبل".
وكان رؤساء الشرطة في البلاد قد أوضحوا أن السويد "تواجه أخطر وضع أمني داخلي منذ الحرب العالمية الثانية"، حيث تنخرط عصابات المخدرات في صراعات دموية فتاكة.
حرب عصابات
وتعليقاً على أعمال العنف في السويد قال الصحفي السوري-السويدي، مار أحمد عمر، إن الشرطة تُرجع سبب تصاعد أعمال العنف الأخيرة إلى وقوع انقسام داخل أحد أكبر عصابات تهريب المخدرات في البلاد.
ولفت عمر في تصريح لأورينت نت أن أفراداً انشقوا عن العصابة الأم التي يقودها رجل كردي بمنطقة ستوكهولم يدعى "الثعلب الكردي"، ما أدى لتصاعد أعمال العنف مع بدء الأعمال الانتقامية بين المجموعتين.
ولفت عمر أن الحكومة تدرس حالياً منح الأذونات لتدخل قوات من حفظ النظام والجيش لحماية المدنيين والمنشآت الحكومية من عنف رجال العصابات، موضحاً أن أحزاب اليسار تلقي باللوم على الحكومة إزاء فشلها في التعاطي مع تفشي العنف وسط أحياء المهاجرين.
ينتشرون في المناطق المهمّشة اجتماعياً
وأكّد عمر أن تلك العصابات تنشط في الأحياء الشعبية والمناطق المهمّشة اجتماعياً وأفرادها أغلبهم من أصول أجنبية خاصة من أكراد تركيا إضافة لأفراد من إفريقيا وشرق أوروبا ولبنان.
كما بيّن عمر أن لا علاقة للاجئين والمهاجرين السوريين الذين وصلوا خلال الأعوام القليلة الماضية إلى السويد بتلك العصابات، إذ إن أفرادها يرجعون لأصول أجنبية، حيث كانوا قد قدموا وعائلاتهم إلى السويد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وعلى مدار الأيام الماضية، ضجت وسائل الإعلام السويدية بأخبار العصابات وعمليات إطلاق النار والهجمات بالقنابل التي توسّعت لتشمل مدنيين أبرياء أثناء وقوع هجمات انتقامية على أعضاء العصابات أو عائلاتهم.
ووفق هيئة الإذاعة السويدية فقد قتل في أيلول/سبتمبر الجاري، 11 شخصاً جراء حوادث عنف مسلح، في واحد من أكثر الشهور دموية بتاريخ البلاد الحديث، وفق الإعلام السويدي.
التعليقات (3)