لا يمرّ يوم دون أن يقوم به إعلاميون عنصريون ووسائل إعلام تركية معارضة بالتحريض على اللاجئين السوريين، وبثّ الفتنة والكراهية ضدهم بين المواطنين، بحجة أنهم السبب الرئيسي بتدهور الاقتصاد وأزمة البطالة وأنهم أخذوا دور الشباب التركي في العمل والتعليم.
ويساعدهم في كل ذلك أشخاص (يوتيوبر) لا همَّ لهم سوى جمع المال عبر المشاهدات الكبيرة لمواقعهم على منصة "يوتيوب"، حيث يقومون بما يسمّى (مقابلات الشارع) لأخذ رأي الناس حول "هل يؤيدون وجود السوريين في بلادهم أم عودتهم؟"، وذلك بالطبع دون التطرّق إلى السبب الحقيقي الذي جعل اللاجئين يتركون بلادهم.
وفي إحدى المقابلات فاجأ مسنٌّ تركي مذيع قناة "KANAL DÜNYA" على "يوتيوب"، حينما سأله عن رأيه في مغادرة السوريين وعودتهم إلى بلادهم، وذلك بإعطائه إجابة صادمة، أكّد فيها أنه مع هذه الفكرة لكن يجب قبل ذلك إعادة من أتوا قبل 100 عام كلاجئين إلى تركيا من الأرمن واليونانيين واليهود ثم ليغادر السوريون.
" هل تريد أن يبقى اللاجئين أم يغادروا"
— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) September 29, 2023
.
"مسن تركي |فليغادر اللاجئين اليهود والأرمن الذين جاؤوا قبل مئة عام إلى هنا أولا بعدها يغادر السوريين
.
" الافغان والسوريون الذين ارسلوا الذهب الذي يملكوه للاتراك في حرب تشناكقلعه الان اصبحوا سيئين والفرنسيين والانجليز الذين احتلونا اصبحوا… pic.twitter.com/xHf3pyRhf2
وبيّن المسنّ التركي أن السوريين والأفغان قبل مئة عام تبرعوا بذهبهم وأساورهم لمساعدة الأتراك في حرب (جناق قلعة)، فلماذا الآن أصبحوا سيئين ويجب علينا طردهم، فيما الفرنسيون والإنكليز الذين احتلوا البلاد واستعمروها باتوا هم الأصدقاء في الوقت الحالي.
وتابع، أن الأولى أن يُرحّل أولاً الأرمن الذين يخفون أنفسهم تحت الهوية الكردية، والروم الذين يخفون أنفسهم تحت الهوية اللازية شرق البلاد، إضافة للصهاينة الذين يخفون أنفسهم في مسمى "الأتراك البيض" وبعدها فليرحل اللاجئون السوريون.
تحريض واعتقالات
وتتواصل هذه الأيام عمليات التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي ضد اللاجئين السوريين في تركيا بشكل كبير، والتي يقودها سياسيون معارضون وإعلاميون كبار، الأمر الذي حدا بالسلطات التركية إلى شن حملة اعتقالات طالت 27 شخصية بينهم مديرو مواقع إخبارية بحسب بيان وزير الداخلية "علي يرلي كايا".
وأشارت وكالة الأناضول إلى أن السلطات اعتقلت 27 شخصاً في 13 منطقة، بتهم تحريض الجمهور علناً على الكراهية والعداء ونشر معلومات مضللة، في حين أصدر مكتب المدعي العام في أنقرة بياناً ذكر فيه أن التحقيقات أُطلقت ضد المشتبه بهم وفق قانون العقوبات رقم 5237، حيث صدرت أوامر الاحتجاز في كل من (أنقرة، هاتاي، أنطاليا، سامسون، كهرمان مرعش، سكاريا، إزمير، سيرت، شانلي أورفا، توكات، هاتاي، أنطاليا، سامسون، إزمير، سيرت).
كما تم إصدار أحكام بحق 27 مشتبهاً بهم في محافظات أدرنة وبورصة وإسطنبول، ومواصلة التحقيق ضد المشتبه بهم، بينما ذكر موقع إخباري على تلغرام أن مديري حسابات وسائل التواصل الاجتماعي Haber Report وAjans Muhbir وAykırı تم اعتقالهم أيضاً.
التعليقات (4)