في تطور جديد لأزمة اللاجئين القادمين من إيطاليا عبر البحر المتوسط، طالبت مسؤولة أوروبية من دول الاتحاد بالتدخول واستضافة قسم من المهاجرين للتخفيف عن روما في قضية اللجوء بجزيرة لامبيدوزا والتي تفوق القدرات الاستيعابية للجزيرة الإيطالية الصغيرة.
ودعت "أورسولا فون دير لايين" رئيسة المفوضية الأوروبية دول الاتحاد لإيجاد حل للهجرة غير القانونية واستضافة بضعة آلاف من المهاجرين الذين يصلون إلى سواحل الجزيرة عبر قوارب صغيرة غير صالحة للإبحار من تونس، الأمر الذي تسبب بإرباك السلطات المحلية ومنظمات الإغاثة.
تصريح المسؤولة الأوروبية جاء عقب أحداث فوضى شهدها مركز استقبال المهاجرين المكتظ في لامبيدوزا، في حين اتهم مسؤول إيطالي الحكومة التونسية بالتسبب بهذه الأزمة، معتبراً أن سماحها للناس بالهجرة هو بمثابة إعلان حرب على إيطاليا وفق ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ألمانيا تعلق قبول اللاجئين من إيطاليا
وكانت ألمانيا في قرار غير متوقع اعتبر كأزمة جديدة في الاتحاد الأوروبي، أعلنت قبل أيام تعليق مشروع قبول اللاجئين طوعاً القادمين من إيطاليا، وذلك بسبب عدم التزام الأخيرة باتفاقية دبلن، والتي تنصّ على أن طلب اللجوء المقدّم من المهاجر في دول الاتحاد الأوروبي ستتم معالجته في نفس البلد الذي سجل فيه.
وبحسب موقع "صوت أمريكا" لم يتم التغلب بعد على الأزمة بين البلدين فيما يتعلق بالقبول الطوعي للمهاجرين، على الرغم من التصريح السابق لوزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الذي ألمحت فيه إلى إمكانية قبول المهاجرين غير الشرعيين على أساس طوعي.
وبيّن الموقع أن إيطاليا تريد توزيع المهاجرين على دول الاتحاد الأوروبي الأخرى دون عملية تقديم الطلب داخلها، في حين أوضحت "فيزر" ببيان لها أن روما ترفض تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بالمهاجرين داخل الاتحاد الأوروبي، لكن بلادها ستفي بالتزامها.
وأشار "صوت أمريكا" إلى أن كلمات فيزر، فُسرت في البداية على أن بعض المهاجرين من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية قد يُسمح لهم بالقدوم لألمانيا، لكن بياناً ثانياً للوزيرة أكدت فيه أن تصريحها أسيء فهمه، بينما قال مسؤول آخر إنه لا توجد حالياً استعدادات لاستقبال مهاجرين من إيطاليا.
المتحدث الألماني لفت أيضاً إلى أن بلاده وعدت بقبول ما يصل إلى 3500 مهاجر من إيطاليا وإسبانيا على الحدود الخارجية الجنوبية للاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنه تم حتى الآن قبول أكثر من 1700 لاجئ، نحو ألف منهم وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا.
من ناحيتها دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، الاتحاد الأوروبي إلى التحرك بسرعة وذلك عقب قرار ألمانيا تعليق اتفاقية القبول الطوعي، معتبرة أن الوضع في بلادها "لا يُطاق" في مواجهة تدفق اللاجئين، كما حذّرت من أن "عشرات الملايين من الأفارقة يمكن أن يتوجّهوا إلى أوروبا، وروما غير قادرة على التعامل مع هذا الأمر.
التعليقات (0)