يواجه كثير من اللاجئين السوريين في تركيا ودول اللجوء مشكلة قيامهم بأعمال ومهن بعيدة نوعاً ما عن اختصاصاتهم وشهاداتهم العلمية، وذلك بسبب الصعوبات التي يواجهونه من حيث معادلة الشهادة أو إتقان اللغة أو حتى الاندماج مع البيئة الجديدة التي يعيشون فيها.
ولكن المُحزن في الأمر هو اضطرار بعض اللاجئين من الذين وصلوا إلى مراحل متقدمة في السن، إلى القيام بمهن تُعد صعبة وشاقة بالنسبة لهم إضافة إلى أنها لا تدرّ عليهم أموالاً تكفيهم لتلبية احتياجاتهم اليومية مع عائلاتهم.
وفي خبر له أجرى موقع "batman son soz" لقاء صحفياً مع لاجئ سوري مُسن جاء إلى تركيا قبل عدة سنين واستقرّ في ولاية (باطمان) شرق البلاد، حيث بات يعمل في مهنة مسح وتنظيف الأحذية، بعد أن أمضى جلّ عمره كممثل ومُخرج مسرحي في سوريا.
الموقع التركي أشار إلى أن المُسنّ السوري "سليمان عبد الرحيم" البالغ من العمر 79 عاماً، هرب قبل 10 سنين من الحرب والقصف والدمار الذي شهده بلده واستقر في الشرق، حيث يعيش حياته الآن وحيداً تاركاً سنوات طويلة من العمل المسرحي.
وأضاف أن قصة "عبد الرحيم" الغريبة أشبه بتلك التي تتحدث عنها الأفلام السينمائية، فبعد سنين من العمل في المسرح قام خلالها بتدريب المئات من الممثلين والممثلات في سوريا، أصبح اللاجئ السوري يعمل في مسح الأحذية، متخلّياً عن مهنته التي يُحبّ، وذلك بسبب أوضاعه المادية.
ولفت الموقع إلى أن اللاجئ السوري قدّم مسرحًا بثلاث لغات ولعب أدواراً في العديد منها أيضًا كما قام بإخراج بعضها، لكنه الآن يتشبث بالحياة من خلال تلميع الأحذية، موضحاً أنه يشتاق جداً إلى مهنته القديمة.
وأردف "batman son soz" أن المُسن السوري المصاب بالسكري والذي ينام في مساجد مدينة باتمان، قدم العديد من المسرحيات الشهيرة مثل شكسبير وروميو وجولييت وهاملت بـ 3 لغات، مضيفا أن لديه 8 أطفال يعيشون في منطقة مديات، بينما هو وحده الآن يسعى لكسب لقمة عيشه رغم مرضه وعمره الكبير.
التعليقات (8)