كشفت "رام إسماعيل" ابنة الناشط العلوي "أحمد إبراهيم إسماعيل" عن تفاصيل جديدة حول ظروف اعتقاله من قبل أجهزة ميليشيا أسد الأمنية في اللاذقية، بعد نصب فخّ له واستدعائه بطريقة ماكرة إلى مكان عمله.
وكتبت "رام " في منشور عبر فيسبوك: "تم اعتقال والدي احمد ابراهيم اسماعيل .. في مكان عمله بالحراج الزراعي بمدينة جبلة من قبل جهة تدّعي أنها الأمن العسكري وتم بعد ذلك اقتحام المنزل وأخذ هاتفه عنوةً.. وذلك بعد مكالمات ومفاوضات سابقة من أجل إسكاته بالمال من قبل جهة تدعي أنها مفوضة من المكتب الرئاسي ..".
رفض مبالغ مالية
وفي وقت لاحق، ظهرت "رام" في مقطع فيديو، كشفت فيه كيف تم نصب فخ لوالدها من أجل اعتقاله، وذلك بعد رفضه التوقف عن انتقاد النظام والأوضاع المعيشية المزرية بمناطق أسد رغم كل الإغراءات التي قُدمت له.
وقالت "رام" إنهم ينحدرون من قرية بيت عانا التابعة لناحية الدالية في منطقة جبلة باللاذقية، مشيرة إلى أن والدها متهم منذ نحو عامين بتهمة المساس بهيبة الدولة.
وأضافت أن والدها كان قد تلقى اتصالاً من أحد الأشخاص بعد وقوع الزلزال في شباط/ فبراير الماضي، وطلب منه أن يلتقيا وعرض عليه مبالغ مالية على أنها مساعدة لمتضرري الزلزال، إلا أن والدها رفض العرض.
وذكرت أن الشخص المذكور قطع علاقته بوالدها بعدما أخبره بأنه لن يتوقف عن انتقاد الوضع المعيشي في مناطق أسد على مواقع التواصل الاجتماعي.
رفض عرض من أسماء الأسد
وبحسب ما قالت "رام"، فإنه منذ نحو أسبوعين، اتصل شخص من بيت عانا بوالدها، وعرف عن نفسه بأنه من مؤسسة العرين (التي تديرها أسماء الأسد)، وذكر أنه مفوض من المكتب الرئاسي لعرض مبلغ مالي على والدها أو أي شيء يريده (رواتب لكل أفراد العائلة ومنزل..)، مقابل أن يتوقف عن النشر.
وأشارت إلى أن والدها رفض العرض أيضاً وأخبر "المفوض" خلال لقاء جمعهما في بيت عانا بأنه لا يباع ولا يشترى، إلا أن "المفوض" هدده بشكل مباشر بأنه في حال رفضه للمبلغ المادي وعدم توقفه عن الكتابة والنشر على مواقع التواصل سيتطور الأمر لاحقاً ويصل إلى عائلتك.
ورغم التهديد الصريح، إلا أن الناشط أحمد إسماعيل واصل انتقاد الأوضاع المعيشية التي تتفاقم في مناطق أسد من السيئ إلى الأسوأ، وفق ما ذكرت "رام".
وأوضحت أن اعتقال والدها تم من خلال نصب فخ له، حيث اتصل به مديره في العمل طالباً منه القدوم للتوقيع على بعض الأوراق، لافتة إلى أنه أخبرها بأن هناك شيئاً غير طبيعي، لذلك أعطاها هاتفه وطلب منها في حال عدم عودته نشر ما حصل.
"فركة إذن" ومصير مجهول
ولفتت إلى أنه بعد ذهابها ووالدها إلى العمل، قدمت دورية ادعت أنها من الأمن العسكري إلى منزلهم، وطلبت هاتف والدها، وأن أحد عناصر الدورية قال لإخواتها إنهم لن يؤذوه وأن اعتقاله هو مجرد "فركة إذن" لكي يخفف الانتقادات على وسائل التواصل.
وأكدت أنه تم منعها من دخول فرع الأمن العسكري لمعرفة مصير والدها، مشيرة إلى أن أخباراً وصلتها عن تحويله إلى اللاذقية ومنها إلى دمشق.
وفي ختام الفيديو، ذكرت "رام" أن مصير والدها مازال مجهولاً، ولا يعرفون الجهة التي اعتقلت والدها، مناشدة أن يتم النشر على نطاق واسع حول قضية اعتقال والدها، عسى ولعل أن يساهم ذلك بمعرفة مصيره.
وكانت إحدى بنات الناشط أحمد إسماعيل قد ظهرت أمس في مقطع فيديو على صفحته في فيسبوك، لتعلن اعتقاله بعد استدعائه إلى العمل.
انتقاد بشار الأسد
وتضامن الكثير من السوريين مع الناشط إسماعيل، وطالبوا بإطلاق سراحه، منتقدين نهج الاعتقال والإخفاء الذي تتبعه أجهزة ميليشيا أسد الأمنية لقمع حرية الرأي والتعبير في مناطق أسد.
وكان إسماعيل قد سخر في آخر ظهور له على صفحته في فيسبوك من مقابلة زعيم الحشاشين بشار الأسد الأخيرة مع قناة سكاي نيوز وما تضمنته من تصريحات جوفاء.
ولفت إلى أنه سمع خطاب بشار الأسد وأنه لم يحمل أي جديد، بل كان كما المتوقع مشابهاً لحديثه بصحف "الثورة" و"تشرين" ونشرات الأخبار في حقبة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
التعليقات (7)