"النفط في أيدٍ أمينة"، يقتبس المدير السابق لمؤسسة الوحدة للصحافة والنشر زياد غصن، من مقولة حافظ الأسد، للتعبير عن حالة الامتعاض التي تسود الشارع في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، بعد منح زعيم عصابة المخدرات بشار الأسد زيادة 100 بالمئة على الرواتب، في حين كان من المتوقع أن تكون نحو 500 بالمئة بحدها الأدنى لتسد التضخم الحاصل.
"لسنا بأيدٍ أمينة"
والمرة الوحيدة التي تكلّم فيها حافظ الأسد عن عائدات النفط السوري، قالها بطريقة تنطوي على إيصال رسالة مفادها عدم تكرار هذا السؤال المبطّن بالتهديد: "إنه في أيادٍ أمينة"، ومنذ ذلك الحين يتساءل السوريون بسخرية عن الأيادي "الأمينة" التي ابتلعت نصف مليون برميل يومياً طيلة نصف قرن، وباتت عبارة للتندّر حول النهب والسلب الذي يمارسه الأسد ضد السوريين.
وكتب زياد غصن منشوراً على صفحته في فيسبوك "نحن لسنا بأيدٍ أمينة"، ليرد عليه أحد متابعيه: "حبيب من عام 1963 لسنا بأيدٍ أمينة".
أما مالك صحيفة "الوطن"، وضاح عبد ربه، كتب: " كنت بدي أنشر بوست بس بطلت"، الأمر الذي فسّره البعض على أنه يريد شتم النظام على هذه الزيادة، وعبد ربه محسوب على رامي مخلوف مالك صحيفة الوطن قبل مصادرتها منه من قبل أسماء الأسد.
رفع الأسعار
وأعلن نظام الأسد رفع الدعم عن المحروقات، والتي تشمل المازوت والبنزين والغاز، بعد ساعات من زيادة الأجور بنسبة 100 بالمئة للموظفين والمتقاعدين من المدنيين والعسكريين، دون الأخذ بالاعتبار باقي فئات الشعب.
وبذلك أصبح سعر مادة المازوت المقدمة للمخابز التموينية الخاصة 700 ليرة سورية للتر الواحد، فيما أصبح سعر مادة المازوت المدعوم للمستهلك 2000 ليرة سورية للتر الواحد، وأصبح سعر مبيع مادة المازوت الصناعي المقدم لكل من "الزراعة خارج المخصصات المدعومة والصناعات الزراعية والمشافي الخاصة ومعامل الأدوية" 8000 ليرة سورية للتر الواحد.
وكذلك الأمر بالنسبة لسعر مبيع مادة البنزين الأوكتان 90 المدعوم أصبح 8000 ليرة سورية للتر الواحد، فيما تم تحديد سعر مبيع مادة البنزين الممتاز الأوكتان 95 بـ 13500 ليرة سورية للتر الواحد.
ويتراوح سعر الليرة السورية مقابل الدولار بين 15 و16 ألف ليرة للدولار الواحد، مع توقّع بانهيار الليرة أكثر بسبب ضخ كميات كبيرة من الليرة المترافقة مع زيادة الرواتب.
إلغاء الدعم
وتوقع الخبير الاقتصادي بسام عبد الكريم، أن يتم إلغاء الدعم عن المواد الأساسية خلال فترة قريبة جداً، وهو ما سيشكل كارثة حقيقية لأن متوسط دخل الموظف السوري بات أقل من 20 دولاراً في الشهر، وأن التضخم السريع سيؤدي قطعاً لانهيار الليرة السورية بشكل تام.
وأضاف عبد الكريم لـ"أورينت نت" أن الأسد بدأ يمهّد لخصخصة كل قطاعات ومؤسسات الدولة، وذلك بموجب اتفاقات مع شركات القطاع الخاص الإيراني الذي سيحل محل شركات القطاع العام في سوريا، وهو ما سينتج عنه تسريح آلاف العمال والموظفين كما حصل عندما طردت الشركة السورية الإيرانية الدولية للسيارات "سيفيكو" في حمص، عشرات العمال بشكل تعسفي ومن دون أن تدفع لهم أي تعويضات، مشيراً إلى أنه سبق وأن قام مرفأ طرطوس التابع للقوات الروسية بتسريح عشرات العمال من دون سببٍ يذكر".
غياب "دام عزك يا أسد"
وبالعودة إلى شبكات التواصل الاجتماعي فقد غابت عبارات "دام عزك يا أسد" والتي كانت تترافق مع كل زيادة يقرّها النظام عن صفحات الشبيحة، ووفقاً لمسح سريع أجرته "أورينت نت" غابت أيضاً عبارات "الأسد يمنح" و "الحكومة تسرق"، والتي كانت تترافق مع زيادة الأسعار التي عادة ما يجريها النظام مع كل زيادة في الرواتب والأجور التي كان يجريها.
ويختم عبد الكريم كلامه بالتعليق على هذه النقطة بالقول: "لعبة الأسد برفع الأسعار المترافقة مع زيادة الرواتب وأنه الرابح من هذا التضخم المفتعل كانت مكشوفة لشبيحته أيضاً، فهي لا تنطلي على أحد، لكن كان هناك ما يُسكت حاضنته من تعفيش وسرقة، لكن اليوم مع حالة الجوع التي تجتاح مناطق حاضنته الشعبية ومع نفاد كل مصادر التعفيش بات اليوم صوت النفاق غائب أمام حالة الفقر المدقع".
التعليقات (8)