انتقدت العديد من الصحف ووسائل الإعلام الغربية إعادة بشار الأسد إلى مقعد سوريا في جامعة الدول العربية ولا سيما بعد ما ارتكبه من مجازر بحق مئات آلاف السوريين.
ومنذ دعوة السعودية بشار الأسد لحضور القمة العربية المنعقدة في جدة، أفردت العديد من وسائل الإعلام الغربية تقارير ومقالات هاجمت بمجملها تلك الخطوة في ظل غياب أي تقدم يذكر بالعملية السياسية.
نيويورك تايمز
وفي مقال لها تحت عنوان "الأسد يحضر قمة جامعة الدول العربية بعد تعليق دام سنوات"، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن بشار الأسد يعتزم حضور اجتماع للزعماء العرب يوم الجمعة للمرة الأولى منذ قمعه بعنف لانتفاضة مناهضة لحكمه تحولت إلى حرب أهلية، حيث قام بتعذيب شعبه واستخدم ضده الأسلحة الكيماوية.
وأضافت أن بشار فرض حصاراً على مدن بأكملها في محاولة لهزيمة قوات المعارضة بعد انتفاضة الربيع العربي، وأشرف على نظام سجون مليء بالتعذيب والإعدامات الجماعية وأرسل ملايين اللاجئين إلى البلدان المجاورة وتسبب بمقتل مئات الآلاف من الأشخاص، ولا تزال سوريا غارقة في أزمة اقتصادية وإنسانية.
فايننشال تايمز
صحيفة "فايننشال تايمز" تناولت في افتتاحيتها أمس خبر دعوة بشار أسد إلى قمة جامعة الدول العربية، ووصفته بالمستبدّ وبمجرم الحرب وتاجر الكبتاغون، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تبعث برسائل مرعبة لضحاياه.
وقالت الصحيفة البريطانية إن استضافة السعودية وتخصيص مقعد لبشار الأسد "المستبد الذي عذّب وسجن وقصف وحاصر الأشخاص الذين من المفترض أن يخدمهم" ستمثل يوماً حزيناً للدبلوماسية العربية، وترسل رسالة تقشعر لها الأبدان لضحايا فظائع النظام مفادها يمكن للأسد أن يستمر في الإفلات من العقاب".
ووصفت الصحيفة جامعة الدول العربية بأنها "هيئة بلا أسنان" لكن قرار إعادة قبول أسد الذي اتخذه وزراء الخارجية هذا الشهر، يمنح انتصاراً دبلوماسياً غير ضروري وغير مبرر لمجرم حرب وشركائه في الجريمة - إيران وروسيا.
الإيكونوميست
موقع صحيفة الإيكونوميست ناقش عودة بشار الأسد إلى الجامعة العربية في تقرير تحت عنوان "تثير إعادة تأهيل دكتاتور سوريا أسئلة محرجة بالنسبة للغرب".
وقالت الصحيفة "لا تخطئ، بشار الأسد مجرم حرب. قتل أكثر من 300 ألف مدني منذ عام 2011، وهو ما يعادل 1.4٪ من سكان سوريا قبل الحرب البالغ عددهم 22 مليوناً.
وأضافت" لقد اعتمد على الإرهاب والبراميل المتفجرة ومرتزقة فاغنر والميليشيات المدعومة من إيران للبقاء في السلطة، ونتيجة لذلك تحولت المدن إلى ركام ونزح حوالي 6 ملايين مواطن داخل سوريا، وفرّ عدد مماثل من البلاد، مؤكدة أنه يجلس على قمة اقتصاد المافيا فقبل الحرب كانت 50 ليرة سورية تساوي دولاراً واحداً والآن يعادل الدولار 8700 ليرة.
كما عادت الصحيفة لتناول الموضوع في تدوينة صوتية "بودكاست" حملت عنوان "عودة الأسد.. إنه درس محزن مهما كنت ملطخاً بالدماء، يمكنك إيجاد طريق للخلاص الدبلوماسي".
غارديان
من جانبها قالت صحيفة غارديان البريطانية إن بشار الأسد سيحضر أول قمة لجامعة الدول العربية منذ 13 عاماً، حيث يتصادم الغرب ودول الخليج بشأن إعادة تأهيله بعد أكثر من عقد من الحرب ضد شعبه.
وأضافت أن تلك الخطوة أدت بالفعل إلى اعتراضات في واشنطن ولندن، والتي تقول إن بشار الأسد لم يُبدِ أيّ ندم على الملايين الذين قتلوا و نزحوا من قبل قواته منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في عام 2011 ولا يوجد استعداد لتغيير سلوكه الوحشي.
وأشارت إلى أن في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات تذكر على أن الأسد مستعد لتقديم تنازلات مقابل الاعتراف به، ويصر على أن سوريا لن تقبل عودة اللاجئين إلا بعد أن تقدم دول الخليج أموالاً لإعادة إعمار البلاد، كما إن العديد من الدول العربية، ولا سيما الأردن، يائسة لتقييد التجارة في عقار الكبتاغون، والذي يُنظر إليه على أنه مصدر دخل للنظام.
كما نشرت الصحفية مقالاً للناشطة السورية وفاء مصطفى تحدث فيه عن تغييب نظام اسد لوالدها وعشرات آلاف السوريين، وقالت إن التطبيع هو خيانة لجميع السوريين الذين كانوا ضحايا لفظائع نظام الأسد، وهو يرسل رسالة مفادها أن مجرمي الحرب لن يواجهوا عواقب لأفعالهم واصفة إعادة تعويمه بمحاولة لإعادة كتابة التاريخ ومحو معاناة ملايين السوريين على يد هذا النظام.
وحذرت مصطفى من أن الخطوة العربية لن تؤدي إلى تحقيق السلام، بل إلى تشجيع النظام على مواصلة جرائمه ضد الإنسانية، بما في ذلك الاختفاء القسري لمئات الآلاف من الأبرياء، بمن فيهم والدها.
واشنطن بوست
صحيفة واشنطن بوست قالت إن احتضان العرب للأسد يؤكد الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن سوريا وأضافت أن عودة بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية بعد نفي طويل بسبب تعامل نظامه الوحشي مع الانتفاضة السياسية يسلط الضوء أيضاً على الفجوة الهائلة بين الولايات المتحدة وبعض أقرب شركائها في الشرق الأوسط بشأن هذه القضية التي وحدتهم ذات يوم.
ونقلت الصحيفة عن "ويليام ف. ويتشسلر"، المسؤول السابق في البنتاغون، قوله، إنه بينما أبلغت إدارة بايدن عن رفضها لخطوات إعادة تأهيل علاقة الأسد بشركاء الشرق الأوسط، كان من الواضح أيضاً أن سوريا لم تعد أولوية أمريكية.
وأضاف أن الدول العربية "تحكم بدقة على موقف الولايات المتحدة من التطبيع، وهو أن الولايات المتحدة لا تريد أن يكون لها بصماتها في هذا السياق، ولا تريد دعمه، لكن الولايات المتحدة لن تفعل أي شيء لمنع الدول العربية من ذلك".
التعليقات (3)