هبطت الليرة السورية إلى مستويات تاريخية ليتجاوز الدولار الأمريكي الواحد حاجز 8 آلاف ليرة سورية، في الوقت الذي بدأت فيه الانتقادات لسياسات ميليشيا أسد تتزايد، وتحديداً لجهة رفع المصرف المركزي سعر المبيع الرسمي لدولار الحوالات.
وفي الأسواق واصلت الليرة الهبوط من دون ضابط، مخالفة بهذا الأداء التوقعات التي كانت تذهب نحو احتمالية تحسن قيمة العملة المحلية، جراء زيادة الانفتاح الإقليمي والعربي السياسي على بشار الأسد.
ويُرجع الخبير الاقتصادي عبد الرحمن أنيس سقوط الليرة الحر، إلى عدم توفر العملات الأجنبية في المصرف المركزي، حيث تسبب ذلك بانخفاض قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.
بموازاة ذلك، يلفت إلى رفض روسيا الطلب الذي تقدّم به نظام أسد للحصول على قرض متوسط الأجل أواخر العام الماضي، وهي الأنباء التي أكدتها وكالات أمريكية، وإلى وقف إيران الخط الائتماني الذي كان مخصصاً لتغطية المستوردات الغذائية والصناعية والنفطية بسبب الضغوطات الدولية والوضع الاقتصادي الداخلي الإيراني.
ويتابع أنيس بالإشارة إلى تطبيق قرار الإدارة الأمريكية إعادة هيكلة القطاع النفطي شمال شرق سوريا، ومنع وصول النفط إلى مناطق أسد من خلال بعض الوسطاء، ويقول لأورينت نت: "نجم عن ذلك تعثّر الإنتاج، وربما توقّفه بشكل كامل، ما أثر بشكل مباشر على الليرة السورية وقوتها الشرائية"، وبناءً على ما سبق يرجّح الخبير الاقتصادي أن يتجاوز الدولار حاجز الـ10آلاف ليرة قريباً.
التطبيع لن يخدم أسد اقتصادياً
ميليشا أسد عاجزة
وفي هذا الاتجاه، لا يستبعد الخبير الاقتصادي عبد الرحمن أنيس أن يطرح المصرف المركزي عملات جديدة، ويقول: "الخطوة متوقعة، وقد يرافقها بعض التعديلات في أنظمة الرواتب والأجور، وارتفاع ملحوظ للأسعار في الأسواق المحلية".
شعبياً بدأت الانتقادات تتزايد بسبب زيادة التضخم وارتفاع الأسعار في الأسواق، وقال عضو "مجلس الشعب" التابع لميليشيا أسد زهير تيناوي، إن "سبب ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية ووصوله لحدود 8000 ليرة يعود على ما يبدو لطلب شديد على العملة الصعبة، وهذا ما انعكس على ارتفاع أسعار معظم السلع التي تتحرك تلقائياً مع المواقع التي تنشر عن سعر الصرف، وكذلك هناك عمليات مضاربة تؤثّر بدورها على العملة".
وقال إن كل الإجراءات التي اتخذها المصرف المركزي لم تفِ بالغرض وكانت أشبه بالحلول الترقيعية التي تنمّ عن وجهة نظر قاصرة في إدارة الملف الاقتصادي.
التعليقات (2)