في العام 2020 اعتقل فرع أمن الدولة في مدينة حماة الطالب حسن بكور وكان في السنة الرابعة في كلية الطب بمدينة حماة، وبعد أن باع أهله في طيبة الإمام قطعة أرض يملكونها، تمكّنوا من دفع المبلغ المطلوب كرشوة لضابط في مطار حماة العسكري ليتوسط لدى "زملائه" في أمن الدولة ليتم إطلاق سراحه.
أحد العناصر من فرع أمن الدولة أخبر الأهل بأن حسن لا يزال مطلوباً، وهنا فهم الأهل ما تم ترتيبه بين ضابط المطار وضباط أمن الدولة بأن يتم إطلاق سراحه بعيداً عن الأوراق، ويعاد اعتقاله من كلية الطب فإمكانية الوصول إليه متاحة دائماً.
ما كان من الأهل إلا أن يدفعوا ما تبقى من سعر قطعة الأرض لضابط آخر ليضمن لهم وصوله إلى لبنان دون توقيف.
يعمل حسن اليوم في ورشة بناء في لبنان بعد أن حُرم من إكمال دراسته وحتى الحصول على كشف علامات للسنوات الدراسية التي أنجزها في كلية الطب بجامعة حماة، وذلك بعد امتناع شؤون الطلاب من منح أهله أي وثيقة وطلبوا منهم بشكل صريح مراجعة أمن الدولة لمعرفة السبب.
وفي جامعة دمشق يُدرّس إحسان شاهرخ، الإيراني الذي حصل على شهادته من جامعة دمشق، مادة التربية الإعلامية لطلاب السنة الرابعة، وبدأ قبل فترة بتدريس الصحافة الاستقصائية لطلاب السنة الثالثة، في قسم الإذاعة والتلفزيون، منذ تكليفه بشكل غير رسمي مطلع عام 2018، رغم أنه لم يُنهِ دراسة الماجستير بعد، ما طرح تساؤلات عدة حول الغاية من تعيينه في ظل وجود العشرات من الطلاب السوريين.
ويصف أحد طلاب كلية الإعلام -فضّل عدم ذكر اسمه- هيمنة شاهرخ على كادر التدريس في كلية الإعلام وهو الذي يمرر رسائل مبطّنة مضمونها أنه يجتمع بشكل أسبوعي مع السفير الإيراني في دمشق، والسفير على اتصال مباشر مع بشار الأسد.
يقول أحد الكوادر التدريسية في جامعة دمشق -فضّل عدم الكشف عن اسمه- لأورينت نت: "لقد أفرغ النظام البلاد من أهلها وبات يعتمد على المرتزقة ممن لا يمتلكون أدنى المؤهلات للعمل في الجامعات وباقي المؤسسات، ولعل شاهرخ هو واحد من بين عشرات الآلاف الذين سيظهرون خلال السنوات القادمة، وكما تعلمون فقد بدأت الأزمة بالظهور أيضا في المشافي الحكومية والخاصة بنقص حاد في الكوادر المؤهلة وخصوصاً أطباء التخدير، بعد وصول النسبة إلى طبيب واحد فقط لكل مشفى، ما ينبئ بكارثة صحية وشيكة".
وبينما ينشر شاهرخ صوراً له في دامسكينو مول في كفرسوسة وسط دمشق وهو يلعب Race Karting برفقة عدة أشخاص، يستمر حسن بالعمل في ورشة بناء في بيروت ويعمل في المساء على "بسطة" لبيع العصائر لأن عملاً واحداً بات لا يكفي للمعيشة بعد تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية.
التعليقات (1)