كشف الروائي السوري والمعتقل السابق لدى ميليشيا أسد في سجن تدمر "مصطفى خليفة"، أن بعض السجانين كانوا يعاقبونهم بمجرد أن يتلفظوا باسم حافظ الأسد، وأن أحد أطباء السجن من الطائفة العلوية قتل 14 طبيباً معتقلاً من أبناء دفعته في الجامعة فقط لأنهم سُنة.
وفي لقاء تلفزيوني أجرته معه قناة العربية، ذكر الأديب السوري الذي قضى أكثر من 12 عاماً في سجن تدمر (1982 - 1994) بتهمة انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين رغم كونه مسيحياً، أن سجاني النظام في عهد الأسد الأب قتلوا المئات من المعتقلين بعد تعريضهم إلى شتى أنواع التعذيب والإذلال.
وأضاف "خليفة" أن من بين أنواع التعذيب، أرجحة المعتقل وقذفه نحو سقف الزنزانة وتركه يسقط على ظهره، الأمر الذي يودي في بعض الأوقات إلى شلل كامل وأحياناً إلى الموت إن لم تعطبه بشكل كبير، موضحاً أنه اطّلع من خلال ثقب بالحائط على عشرات عمليات الإعدام والتعذيب التي تجري في الساحة الخارجية للسجن.
خليفة: ما يجري بعهد بشار لا يقل عن عهد أبيه
وبيّن الروائي السوري أن ما فصّله في روايته (القوقعة) التي نشرها عام 2008 لا يمثل سوى جزء بسيط من الحقيقة، وأن ما يجري الآن في سوريا بعهد "بشار الأسد" أشد وأفظع، لافتاً إلى أن السجانين الذين كانوا يعذبونهم بدوافع طائفية أحياناً لا يمتون للبشرية بصلة، فهم مبرمجون على القتل والتعذيب وإهانة الناس مهما كان عمرهم ومستواهم الثقافي.
وأشار الى أنه في إحدى عمليات الإعدام قام ضابط علوي يُدعى "فيصل غانم" بإفراغ رصاص سلاحه برؤوس المعتقلين دون أي سبب فقط لأنه تلقى تهديداً من إحدى الجماعات الإسلامية، فقتل على إثر ذلك 14 إنساناً بريئاً، في حين قام قاضٍ عسكري بإعدام ثلاثة إخوة أمام أبيهم الذي توسّل له للإبقاء على الصغير فيهم وأخذه مكانه لأنه لم يتزوج بعد ولم ينجب.
وتابع أنه بعد إعدام الإخوة حزن الشيخ المسن بشكل كبير حتى بات شبه فاقد لعقله، فيما يقوم الكثير من المساجين بالانتحار عادة إذا ساءت الأحوال ولم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من العذاب، مضيفاً أن الإجرام لم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه إلى قيام طبيب السجن - الذي من المفترض به مساعدة المسجونين - بقتل 14 من زملائه الأطباء الذين تم اعتقالهم بسجن تدمر أيضاً.
نظام التعليم
وأوضح خليفة أنه يوجد داخل السجن شيء يدعى (التعليم) وهو وسم المسجون بشيء لتعذيبه ومعاقبته في اليوم التالي وذلك لأنه بعد الساعة 6 أو 7 مساء تمنع الحركة والكلام داخل المهجع ويقوم رئيس المهجع بتسجيل أسماء من يخالف التعليمات، الذين يتم تعذيبهم بالضرب على الأرجل نحو 200 مرة بواسطة عصا أو كبل أو قطعة حديد.
ولفت إلى وجود ما يسمى بـ (الفدائيين) داخل المهجع، وهم عبارة عن أشخاص ملتزمين دينياً وذوي عقيدة متماسكة يقومون بالتبرع وتحمل العقوبة عن الأشخاص الذين تم (تعليمهم) وذلك بسبب أن المعاقب إما كبيراً بالعمر أو مريضاً أو ذا جسم ضعيف لا يقوى على العقوبة مطلقاً، مؤكداً أن الفدائيين لعبوا دوراً كبيراً في إنقاذ مئات المسجونين أو ربما الآلاف.
مصطفى خليفة
كاتب وروائي سوري وسجين ومعتقل سابق لدى نظام الإجرام بعهد "حافظ الأسد" من مواليد جرابلس 1948، حيث أمضى طفولته في حلب وبدأ في المشاركة في الأنشطة السياسية بسن المراهقة، وبعد ذلك درس الفن والإخراج السينمائي في فرنسا لكنه اعتُقل في مطار دمشق بمجرد عودته من باريس عام 1982، واعتبرت منظمة العفو الدولية أنه سجين رأي.
التعليقات (6)