محللون اقتصاديون يكشفون لأورينت أبرز 3 أسباب وراء أزمة المحروقات الحالية بمناطق أسد

محللون اقتصاديون يكشفون لأورينت أبرز 3 أسباب وراء أزمة المحروقات الحالية بمناطق أسد

تعم مناطق سيطرة ميليشيا أسد أزمة محروقات قاسية، أدت إلى انقطاع المواصلات العامة إلى حد كبير، وانقطاع التيار الكهربائي لنحو 23 ساعة في اليوم، ما أدى إلى زيادة النقمة الشعبية والاستياء من أداء حكومة أسد، التي تحدّثت عن توقف التوريدات النفطية بسبب "ظروف الأصدقاء".

ويبدو من رد حكومة ميليشيا الأسد، أن ناقلات النفط الإيرانية تواجه صعوبة في الوصول إلى سوريا، وهو ما يؤكده وصول ناقلة النفط الإيرانية إلى ميناء بانياس الجمعة، وعلى متنها 700 ألف برميل، بعد أن احتُجزت من قبل القوات الأمريكية قبالة الجزر اليونانية لأكثر من شهرين.

وصول الناقلة المحمّلة بنحو 700 ألف برميل، لا يعني الشيء الكثير، لأن الحمولة لا تكفي إلا لأيام، وبذلك لم يبقَ أمام ميليشيا أسد إلا الهجوم على "تجار السوق السوداء"، والتهديد لكل من يبيع أو يشتري المحروقات من السوق السوداء بالسجن من 3 أشهر إلى سنتين، بتهمة "الاتجار غير المشروع". 

وكانت أنباء غير رسمية قد راجت قبل اشتداد أزمة المحروقات عن قرار إيران رفع كميات النفط إلى سوريا من 2 إلى 3 ملايين برميل نفط شهرياً، غير أن ما جرى هو العكس، فالشحنات الإيرانية تكاد أن تنقطع، باعتراف وزارة التجارة الداخلية في حكومة أسد.

وجاء في بيان صادر عن الوزارة، أن توقّف توريدات النفط ناجم عن "ظروف الأصدقاء"، وأن استيراد المحروقات عبر القطاع الخاص سيكلّف مبالغ أعلى من السعر العالمي، بسبب العقوبات.

حرب الناقلات

وحول أسباب تأخر الشحنات الإيرانية، يشير الكاتب والمحلل الاقتصادي إياد الجعفري إلى تفسيرين، الأول خشية إيران من انتقام إسرائيلي، رداً على استهداف ناقلة النفط التابعة لشركة بحرية مملوكة جزئياً للملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر، منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بطائرة مسيّرة قبالة سواحل سلطنة عُمان.

وأوضح الجعفري لأورينت نت، أن حرب الناقلات بين طهران من جهة وتل أبيب وواشنطن من جهة أخرى مرشحة للتفاقم منذ استهداف ناقلة النفط قبالة سواحل عمان، وقال إن "الهجوم على الناقلة أنهى حالة من الهدنة استمرت أربعة شهور".

ولم يستبعد الجعفري أن تكرّر إسرائيل استهداف ناقلات النفط الإيرانية قبالة السواحل السورية، كما حدث في أكثر من مرة في العام 2021.

لكن المهم في هذا الجانب، هو أن إسرائيل لا تُعارض تزويد النظام بالنفط، وإنما هي ترد على نقض إيران الاتفاق غير المعلن، أي السماح من تل أبيب بتزويد النفط لنظام أسد بحراً، وفق الجعفري الذي اعتبر أن استهداف ناقلة النفط المملوكة جزئياً لإسرائيل "ألغى ذلك الاتفاق".

أما السبب الثاني لتأخّر وصول الشحنات الإيرانية، من وجهة نظر الجعفري، يبدو على صلة بما يجري من احتجاجات في إيران، حيث لا تريد حكومة طهران استفزاز الشارع الداخلي الذي يعارض تزويد سوريا بالنفط، في الوقت الذي يعاني فيه الإيرانيون من الفقر، مشيراً إلى أن بعض المحتجين في إيران رفعوا شعارات تعارض الدعم الاقتصادي لسوريا.

تفشّي الفساد وإفلاس 

في المقابل، تُشير مصادر أورينت نت إلى توفّر المحروقات من قبل شريحة من التجار المرتبطين بالميليشيات، حيث يتم بيع ليتر المازوت والبنزين بنحو 9 آلاف ليرة سورية.

وعن ذلك، يُشير الباحث الاقتصادي الدكتور أحمد ناصيف، إلى استغلال شريحة مرتبطة بالنظام زيادة الطلب على المحروقات في فصل الشتاء، لتحقيق أرباح على حساب الفقراء من السوريين، موضحاً أن "هناك جهات فوق القانون تستحوذ على مخصصات المحروقات وتبيعها في السوق الحر بأسعار مرتفعة، فضلاً عن وجود سوء إدارة في منظومة النظام الاقتصادية".

ولا يعني ذلك وفق ما أوضح ناصيف لأورينت نت، أن كميات النفط الإيراني إلى النظام لم تتراجع، ويقول: "من الواضح أن هناك تأخراً كبيراً في وصول الناقلات للنظام، إذ يبدو أن طهران وجدت أسواقاً جديدة لبيع النفط، الذي يزداد الطلب عليه عالمياً، منذ أن بدأت روسيا غزو أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي".

واعتبر ناصيف أنه "من الطبيعي أن تتراجع شحنات النفط الإيراني إلى النظام، لأن الأخير لا يمتلك القطع الأجنبي للسداد، في حين أن الدول الأخرى تدفع الثمن نقداً".

عدم استقرار مناطق "قسد"

من جانب آخر، أشار ناصيف إلى تراجع كميات النفط التي تصل مناطق النظام من مناطق سيطرة ميليشيا قسد شرق سوريا.

ويعتمد النظام على النفط الإيراني إلى جانب كميات أخرى يتم نقلها بالصهاريج من مناطق سيطرة قسد، ومن غير المستبعد أن تكون الأوضاع غير المستقرة الناجمة عن التهديدات التركية بشن عملية عسكرية شمال سوريا، والمفاوضات التي تجري بين قسد ونظام أسد، قد أدت إلى تراجع كميات النفط إلى النظام.

وبشكل وسطي، يحتاج النظام إلى ما يقارب 200 ألف برميل يومياً، لسد حاجته من المحروقات، ومن المعلوم أن الطلب يبلغ ذروته مع حلول الشتاء.

التعليقات (2)

    جورج

    ·منذ سنتين شهرين
    لم تقدم الجمهورية الإسلامية إلى عامة العلويين سوى الخراب والهدم ، وعلى ما يبدوا أن العلويون في سوريا لن يصحوا إلا عندما سيجدون أنفسهم أنهم عبيد مناكيد لوقت طويل من الزمن في سوق النخاسة الإقليمية . الصراحة ما بدها زعل ...

    الرفيق المناضل

    ·منذ سنتين شهرين
    سوريا ستبقى قلعة صامدة في وجه الامبريالية و الرأسمالية و القوى الرجعية و ستظل محور المماتعة و القيادة ذات الرؤية السديدة العمياء . و كما قال القائد الخالد في جهنم مصاري أفي دبرن راسكن
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات