من وراء تعيين الجعفري سفيراً لأسد بموسكو ولماذا؟

من وراء تعيين الجعفري سفيراً لأسد بموسكو ولماذا؟

رغم أن التوقعات كانت تشير إلى تعيينه في هذا المنصب، مع ذلك حظي تعيين بشار الجعفري سفيراً لميليشيا أسد في موسكو بحصة واسعة من المداولات، وتحديداً لجهة تزامن هذه الخطوة مع دفع روسيا باتجاه التطبيع بين تركيا وأسد.

ففي اليوم الذي أعلن فيه أسد تعيين الجعفري خلفاً لرياض حداد الذي انتهت مهمته أواخر أيلول الماضي، كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدنواف عن وجود اتصالات نشطة للغاية من أجل عقد لقاء دبلوماسي يجمع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بوزير خارجية النظام فيصل المقداد.

ويدعم ما سبق، معلومات أفصحت عنها تقارير إخبارية في وقت سابق حول وجود دور روسي وراء تعيين الجعفري، وخاصة أن إعادة الأخير إلى منصب سفير، تمثّل تخفيضاً في سلّم وظائف الدبلوماسية، إذ كان يشغل منصباً أعلى (نائب وزير خارجية) قبل أن يعود سفيراً.

ويبدو أن تولّي الجعفري سابقاً رئاسة وفود نظام أسد في محادثات جنيف وأستانا إلى جانب تولّيه منصب ممثل النظام الدائم في الأمم المتحدة، قد دفعت بروسيا إلى اختياره في هذا المرحلة التي تحتاج إلى التركيز على الدبلوماسية، بدلاً من الشأن العسكري.

"زلمة" طهران في موسكو

ويصف مصدر مقرّب من النظام منصب السفير في موسكو بأنه "أكثر المناصب الدبلوماسية أهمية وحساسية" لدى نظامه، ويقول لـ"أورينت نت": "لكن الأنباء عن قرار روسي وراء تعيين الجعفري غير دقيقة".

ويُردف: "صحيح أن منصب الجعفري السابق كان أعلى وظيفياً، إلا أن حساسية منصب السفير في موسكو تتطلب شخصية بخبرة دبلوماسية كبيرة، ولذلك جاء هذا القرار".

في المقابل، يؤكد مصدر آخر أن لإيران الدور الأبرز في تعيين الجعفري سفيراً لدى روسيا، مضيفاً لـ"أورينت نت"، أن الجعفري يمثّل مصلحة إيران في سوريا، وتعيينه سفيراً يخدم طهران التي تريد تنسيقاً أكبر مع موسكو في الملف السوري.

وحسب معلومات المصدر، وافقت روسيا على الجعفري لأنه يعزز تحالفها مع إيران، ويقلل من حجم الخلافات التي بدأت تطفو على السطح مع انشغال روسيا أكثر بأوكرانيا.

ومن بين الحسابات الروسية الأخرى التي دفعتها إلى الموافقة على الجعفري، هي الصراع الدبلوماسي مع الغرب بسبب أوكرانيا، والحديث للمصدر الذي أضاف أن "للجعفري علاقات واسعة في الأمم المتحدة، ووجوده في نيويورك لفترة طويلة أكسبه خبرة قد تساعد موسكو على إدارة الصراع الدبلوماسي مع الغرب، والولايات المتحدة بشكل أساسي".

وبهذا، يبدو وفق قراءة المصدر، أن مصلحة روسيا وإيران تقاطعت عند الجعفري، ويضيف: "لكن لا علاقة لتعيين الجعفري في منصب السفير بما يجري من حراك دبلوماسي بين أنقرة ودمشق، لأن الجعفري يُكنّ الكره والعداء لتركيا، وتعيينه لا يخدم مخطّط التطبيع أبداً، وإنما قد يقوّضه".

ويتّفق مع المصدر، الكاتب المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد، لجهة استبعاد أن يكون لتعيين الجعفري صلة بملف التقارب بين تركيا والنظام، ويقول لـ"أورينت نت": "لا يخدم منصب السفير التقارب، لأن الجهود الدبلوماسية تتم على مستوى قنوات أكبر من حجم سفير".

ويتساءل عبد الواحد عن موافقة أنقرة على فتح قناة اتصال مع النظام من موسكو من خلال سفير، ويردف: "باعتقادي المسألة تحتاج إلى قنوات دبلوماسية أهم من السفير".

والأدق، من وجهة نظر عبد الواحد، أن تعيين الجعفري يأتي بسبب خبرته في عملية التفاوض والعمل الدبلوماسي الدولي، ويرى أن علاقات الجعفري الواسعة الدولية، تمكّنه من لعب أدوار أكبر من السفير السابق رياض حداد، في العملية السياسية. 

وثمة روايات تُشير إلى أن الجعفري كان دائم المطالبة بتعيينه سفيراً في موسكو، لعدم رضاه عن منصبه في الخارجية.

ومنذ العام 1980، والجعفري يتنقل بين مناصب دبلوماسية، وقبل تعيينه في منصب نائب وزير الخارجية في العام 2020، كان يشغل منصب سفير النظام الدائم لدى الأمم المتحدة، ويُعرف عنه شراسته في الدفاع عن إجرام حكومة ميليشيا أسد، وتلفيق الأكاذيب ضد المعارضة السورية.

التعليقات (2)

    سماع وسطر

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    بشرفي المصدر تبعكن مالو علاقة. لكن روسيا بدها مساعدة الجعفري منشان علاقاتو بالامن المتحدة؟ .ماروسيا ماسحا ط... ببشار والنظام كلو

    مخاوي الليل

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    شهرز
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات