فبركت ميليشيا أسد على طريقتها المعتادة في تشويه صورة الثورة السورية ووسمها بالإرهاب، مقطعاً مصوّراً زاعمة أنه لأحد الأشخاص من منتسبي الجيش الوطني، يؤكد فيه حصول المعارضة السورية على أسلحة نوعية من المخابرات الأوكرانية.
ويُظهر المقطع المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي شخصاً بوجه غير واضح المعالم، وهو يحاول بطريقة مفضوحة تغيير لهجته "العلوية" إلى لكنة مختلفة، رغم فشله في ذلك.
ويدّعي الشخص في المقطع أنه اتفق مع ضباط أوكرانيين عندما كان يقاتل في "الفيلق الدولي" للمتطوعين في أوكرانيا، على تزويد الفصائل السورية بأسلحة نوعية مقابل أسعار رخيصة وزهيدة.
كما يؤكد أنه استطاع أن يجلب بعض الصواريخ المضادة للدروع والألغام والرشاشات الخفيفة، وعند انهماكه بعرض صور الأسلحة ومنها صاروخ "جافلين" الأمريكي الصنع المضاد للدروع، ينزلق لسانه بكلمتي "هودي هنن"، ليكشف عن هويته الأصلية.
ويتابع أن الطريق من أوكرانيا لشمال سوريا كانت شاقة، (من أوكرانيا إلى رومانيا ثم إلى بلغاريا فتركيا، كلّو بغطاء اللاجئين)، متقصداً ذكر اللاجئين وتركيا ليتماشى مع مزاعم ميليشيا أسد، أن ملف اللاجئين يتعرّض للتسييس.
واستكمالاً للمسرحية بإخراجها الرديء والكاذب، يقول الشخص إنه اتفق مع الضباط الأوكرانيين على تأمين صواريخ مضادة للطيران والدروع، مختتماً بالعبارة اللازمة "السلام عليكم".
تعليق خبير عسكري
وتعليقاً على الموضوع يتساءل الخبير العسكري والإستراتيجي العميد "أحمد رحال" عن كيفية وصول هذه الأسلحة إلى الشمال السوري، مروراً بكل الدول الفاصلة بين أوكرانيا وسوريا.
وفي حديثه لـ"أورينت نت" يؤكد أن المقطع عبارة عن أكاذيب تتبعها أكاذيب، وكل ما جاء في الفيديو لا يتطابق مع المعايير الأمنية ولا الفكرية ولا العقلية، متسائلاً: "من هو هذا الشخص حتى يعقد صفقات مُتخيَّلة مع ضباط من أوكرانيا، وأصلاً هل تسمح كل هذه الدول بمرور هذه الأسلحة؟".
وحول أهداف النظام من فبركة هذا المقطع، يؤكد رحال أن الغرض هو وصف المعارضة بـ"الارتزاق".
ويُفهم من توقيت نشر المقطع المتزامن مع زيادة منسوب التهديد التركي بشن عمل عسكري في الشمال السوري، رغبة النظام بتأجيج الخلاف بين أنقرة الداعمة للفصائل، وموسكو الداعمة لميليشيا أسد، وكأنها تسعى إلى دفع روسيا إلى الاعتراض على العملية.
حمادة: المقطع غايته تشويه الثورة السورية
من ناحيته يرى الخبير العسكري العقيد "أحمد حمادة" أن المقطع "المفبرك" يهدف بالدرجة الأولى إلى تشويه الثورة السورية، علماً أن من المستحيل وصول السلاح من أوكرانيا لسوريا.
وقال لـ"أورينت نت": "إن الثوار طالبوا بتسليمهم أسلحة نوعية، واقتصر تقديمها على بعض الصواريخ المضادة للدروع من قبل غرف العمليات العسكرية التي موّلتها بعض الدول الغربية، وكان الغرض من ذلك إطالة أمد الصراع، وليس نصرة للثوار السوريين".
وعودة إلى المقطع، نفى "حمادة" انضمام أي مقاتل من المعارضة إلى القتال في أوكرانيا، مشيراً إلى إرسال روسيا مقاتلين من مرتزقة ميليشيا أسد إلى القتال هناك، وتحديداً في منطقة دونباس شرق أوكرانيا.
ولفت في هذا السياق إلى إعلان المقاتل في الجيش السوري الحر (سهيل حمود) الملقّب بـ"أبو التاو" عن استعداده لمقاتلة الروس في أوكرانيا، من دون أن يذهب إلى هناك فعلاً.
وبذلك، فإن من أهداف ميليشيا أسد عبر فبركة هذا المقطع وغيره، بثّ دعايات للتغطية على مد روسيا بالمرتزقة السوريين، وفق حمادة، الذي أكد أن "أكاذيب الأسد باتت معروفة وواضحة ولم تعد قادرة على الصمود لفترة طويلة أو قصيرة".
التعليقات (6)