في ضوء قرب توصّل مفاوضات فيينا إلى العودة للاتفاق النووي الإيراني، تسود توقعات بأن توسّع طهران من نشاطها العسكري في عدد من دول المنطقة، وسوريا في المقدمة.
إذ لم تنتظر طهران إعلان التوقيع على الاتفاق، وهي الخطوة التي باتت محكومة بحسم الخلاف بشأن تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، حتى بدأت بتكثيف نشاطها وحضورها العسكري في مناطق عدة من سوريا، مستفيدة أيضاً من انشغال منافستها روسيا بالحرب في أوكرانيا.
وليس أدل على ذلك، من الأنباء التي تتحدث عن رفع "الحرس الثوري" الإيراني الإرهابي، رواتب المنتسبين إلى الميليشيات المدعومة منه في سوريا، على حد تأكيد وكالة "ثقة" المحلية.
ونقلت الوكالة عن مصدر خاص، أن ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني رفعت رواتب المنتسبين إلى صفوفها ليصل إلى 300 دولار أمريكي للعنصر الواحد، بهدف إغراء الشبان الذين يعانون من أوضاع مادية صعبة.
وذكر الصحفي محمود طلحة، في حديث لـ"أورينت نت"، أن الخطوة تأتي لجذب أكبر عدد ممكن من المقاتلين السوريين، وتحديداً في حلب، حيث يعتزم "الحرس الثوري" الإرهابي، تشكيل ميليشيا جديدة تحت مسمى "حراس حلب".
وأضاف طلحة، أن رفع الرواتب لا يقتصر على الميليشيا الجديدة فقط، وإنما يشمل كل الميليشيات المدعومة من إيران، في سوريا.
في المقابل، وصفت مصادر "أورينت نت" حجم الرواتب التي تحدثت عنها الوكالة (300 دولار شهرياً) بـ"غير الدقيق والمبالغ فيه"، مبيّنة أن الرواتب التي تخصصها الميليشيات للعناصر المحليين أقل من هذا الرقم بكثير، حتى بعد الزيادة.
إيران تنافس الروس
وأول ما يمكن التطرق إليه، أن خطوة "الحرس الثوري" جاءت بعد قيام روسيا بتخفيض رواتب الميليشيات المدعومة منها في سوريا مثل "الفيلق الخامس"، بحيث يبدو وكأن طهران تسعى لاستقطاب القسم الأكبر من المقاتلين السوريين، بهدف تعزيز حضورها العسكري في المشهد السوري.
وحول ذلك، يقول الباحث المختص بالشأن الإيراني ضياء قدور، إن التطورات الإقليمية وحتى الدولية، تبعث النظام الإيراني على الارتياح، فالأنباء المتداولة تشير إلى تراجع النفوذ الروسي في سوريا، ويبدو أن طهران تستغل الموقف بزيادة الانخراط والتوغل والتوسع في سوريا، لمزاحمة نفوذ موسكو.
إيران تضاعف حجم الإنفاق العسكري
ويضيف قدور لـ"أورينت نت"، أن إيران حصلت على مجموعة تنازلات كبيرة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، وهذه التنازلات أسهمت في رفع مقدار الصادرات الإيرانية النفطية، وهذا سيؤدي بدوره إلى زيادة حجم الإنفاق الإيراني على ميليشياتها في كل دول المنطقة.
ويؤكد الخبير بالشأن الإيراني أن طهران زادت من حجم الإنفاق المخصص لـ"الحرس الثوري" بمقدار 20 في المئة بعد تولي إدارة الرئيس الأمريكي بايدن البيت الأبيض، مشيراً إلى مضاعفة ميزانية الحرس الثوري من قبل حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، وهو ما تؤكّده هذه الأنباء عن رفع رواتب المنتسبين للميليشيات الإيرانية في سوريا.
إيران تستغل النقمة ضد "قسد"
وكما هو واضح، تسجّل إيران تحرّكات متسارعة بهدف نشر الميليشيات التابعة لها، في كل المناطق السورية، لتعزيز دورها وخصوصاً في وسط وشرق وشمال البلاد.
وفي هذا الجانب، يشير نائب رئيس الهيئة السياسية العامة في محافظة الحسكة، فواز المفلح إلى تحركات الحرس الثوري في المحافظات الشرقية السورية، وخصوصاً في القامشلي، من خلال اختراق بعض عشائر المنطقة، لتشكيل ميليشيا جديدة هناك.
ويؤكد في حديثه لـ"أورينت نت"، أن إيران تستغل النقمة الشعبية ضد ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وضعف الحضور العسكري الروسي، لزيادة نفوذها في المنطقة، تحت عناوين التصدي للوجود الأمريكي.
التعليقات (0)