انتشرت في وسائل الإعلام الروسية والغربية مشاهد تعذيب قاسية للأسرى الروس لدى القوات الأوكرانية، ما أثار غضباً واسعاً لدى موسكو ولدى النشطاء الروس الذين أعادوا نشرها على حساباتهم الشخصية في تويتر.
التعذيب بالرصاص
ويُظهر الفيديو إطلاق النار على أرجل الأسرى الروس، قبل سحلهم وتعريضهم للضرب والتنكيل لانتزاع معلومات منهم، وهو ما أثار غضب موسكو، ووسائل إعلام ونشطاء محسوبين عليها، خاصة بعد انتشار فيديو آخر فيديو لجندي أوكراني يتحدث مع والدة جندي روسي ويقول لها: “لا أستطيع أن أريكِ ما تبقى من ابنك لأن الكلاب بدأت تنهش جثته.
وعقب المقطعين المصورين، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنهم شاهدوا الفيديو المذكور، وإن رئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، أوعز بالتحقق من جميع ملابسات إساءة أسرى الحرب الروس من جانب من أسماهم بالقوميين الأوكرانيين المتطرفين.
ووفق روسيا اليوم فإن فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس في المحادثات التي جرت مع أوكرانيا اليوم الثلاثاء في تركيا، صرّح بأن كييف وعدت باتخاذ أشد الإجراءات ضد المجرمين الذين قاموا بتعذيب الجنود الأسرى الروس.
بدوره زعم فلاديمير شامانوف، نائب رئيس لجنة مجلس الدوما المعنية بتنمية المجتمع المدني، أن القوات الخاصة الروسية أسرت اثنين من أولئك الذين أساؤوا للجنود الروس في أوكرانيا.
أوكرانيا تردّ والأمم المتحدة تتدخل
بدورها، قالت وسائل إعلام أوكرانية إن القوات في البلاد ترفض أي اندفاع عاطفي في معاملة الأسرى، وترفض الإساءة لهم بأي شكل من الأشكال، وإن كييف تلتزم بالمعاهدة المتعارف عليها دولياً لمعاملة الأسرى.
ومن جهته أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية احترام اتفاقية جنيف لأسرى الحرب.
وقال دوجاريك: "لم نشاهد هذا الفيديو، لكن من المهم من حيث المبدأ معاملة جميع العسكريين الأسرى تبعاً لاتفاقيات جنيف".
اتفاقية جنيف المادة 13
وتنص المادة 13 من اتفاقية حنيف على أنه يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات. ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها، ويعتبر انتهاكاً جسيما لهذه الاتفاقية. ولا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني أو لا يكون في مصلحته، وبالمثل، يجب حماية أسرى الحرب في جميع الأوقات، وضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير، كما تحظر تدابير الاقتصاص من أسرى الحرب.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية لاحتلال أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو، وأسفرت العملية حتى الآن عن مقتل آلاف المدنيين وتهجير ما يقارب 3 ملايين أوكراني.
واستخدمت روسيا خلال الغزو أنواعاً متطورة جداً من الأسلحة ورصد ناشطون أوكران وغربيون فيديوهات كثيرة لقصفها مدنيين ومنشآت غير عسكرية ، حتى وزارة الدفاع الروسية نفسها أعلنت عن استخدام صواريخ "كينجال" فرط الصوتية للمرة الأولى في تدمير أهداف عسكرية بأوكرانيا، وخاصة في مدينة ماريبول المحاصرة، التي رصدت فيديوهات قيام سكانها بدفن قتلاهم في الشوارع.
التعليقات (11)