أنت نعم أنت أيّها السوري العامل في مصنع أو مدرسة أو مستوصف أو حقل أو حتى في "سيرك"، أيّها السوري المسطول المهبول الذي وقفت ضدّ مصلحتك ومصلحة أولادك، كان لديك فرصة حقيقية لتحوّل حياتك أو حياتهم إلى الأفضل، من يحبّ أولاده حقّاً أفلا ينتهز فرصة سانحة مُتاحة ومناسبة لتغيير حياتهم نحو الأفضل؟.
ما هذا اللا عقل الذي يجعلكم تقبلون بهذا المصير يا سفلة؟، قتلتم من لم يقبلوا به لأنّكم خذلتموهم خذلتم أنفسكم وخذلتم أولادكم، وتعرفون تماماً وبكلّ وضوح أنّكم في ضفّة الباطل والجريمة والغباء، صار له "هلال أسد" ثلاثين سنة وهو يعرّي الضفّة الشرقية للبحر المتوسّط من اللاذقية إلى جبلة، ويبيعها لمعامل الزجاج في "العراق" وأنتم في ضفّة الانحطاط ما زلتم، من يستطيع الذهاب إلى "رأس البسيط" لبضعة أيّام مرّةً كلّ خمس سنوات؟، "رأس البسيط" حيث لا تقبل الأسماك العيش في مياهه!.
ألف دولار وليس ستّة عشر هو راتبك الطبيعي يا معلّم الأجيال الذي وقفت ضدّ الثورة، وتنبح الآن من الجوع فلا تقوى على رفع "طبشورة" لتكتب على اللوح يا لوح!، العدالة والقانون أساس حياتك ومنهج روحك، هذا لا يساوَم عليه أيّها المحامي الشبّيح الذي تهتف لقاتل تافه سافل حقير منحطّ في مرذلة انتخابات، حياة الناس وصحّتهم وسلامتهم هو هدفك وواجبك دون أدنى تفريط يا "دكتور"، وليس كتابة تقارير طبّية كاذبة لمعتقلين ماتوا تحت التعذيب وأنت تعلم، ما أوسخك!، كيف تأكل مع أولادك، والله تالله وبالله الموت وخلص!، لعنة الله عليكم، برّاً بحراً جوّاً، صبحاً ظهراً عصراً مساءً ليلاً وإلى الصباح التالي ودواليك!.
سوريا بلد يمتلك من الموارد الطبيعية والبشرية والإمكانيات "الحضارية" (وأهمّها التعدّدية والتنوّع الجغرافي) ما أهّلها عام 1952 أن تحتلّ المركز الثاني في آسيا بعد "كوريا الجنوبية" على صعيد التنمية، هذا تقرير صدر عن الأمم المتّحدة حول الدول المؤهّلة للانتقال من العالم الثالث بعد الحرب العالمية الثانية، انتبهوا سوريا وكوريا الجنوبية، وليس اليابان!.
في نفس العام أو نحوه زارها "مهاتير محمّد"، وهو أطول رؤساء الوزارة في ماليزيا حكماً (من 1981 إلى 2003) وأبعدهم أثراً، الرجل الذي رفع صادرات بلاده من 5 مليارات دولار إلى أكثر من 520 مليار دولار سنوياً، وحوّلها من دولة زراعية إلى دولة صناعية متقدّمة مثّل فيها ناتج قطاعي الصناعة والخدمات 90 في المئة من ناتجها الإجمالي، وتضاعف دخل الفرد السنوي سبع مرّات، ليصبح في 2002 أكثر من 8800 دولار، وانخفضت البطالة إلى 3 في المئة، والواقعون تحت خطّ الفقر أصبحوا 5 في المئة من السكّان بعد أن كانت نسبتهم 52 في المئة.
بعد زيارة سوريا وكان الرجل قد شرع بتأسيس حزبه الذي أوصله إلى السُلطة فأوصل "ماليزيا" إلى النجاح، سألوه: إلى أين؟، قال: أرغب أن تصبح "ماليزيا" "سوريا الشرق"!، نعم هكذا أيّها الهتّاف بمحبّة بطل العمل والأمل ابن عمّ "هلال" الذي لن يُبقي لك حفنة رمل على الشاطئ الذي تحوّل إلى أقذر شاطئ في الدنيا، بسبب قذارتكم يا وحوش، والله الوحوش تفترس من أجل أولادها وتموت بلا تفكير في سبيلها، ليتكم وحوش!.
الحرّية السورية التي نشدناها فوقفتم في وجهها ونبحتم في وجوهنا وعضضتمونا ونهشتم نهشاً مستقبل أولادكم قبل أولادنا، كانت أن نستيقظ فلا نخاف من عدم القدرة على شراء الغذاء والدواء والرداء، أو من دفع فاتورة هاتف أو ماء أو كهرباء، أن نمشي في شوارع نظيفة، مدارس حقيقية بها مناهج تعليم، مستشفيات طبيعية، ومحاكم عادية، تغيير من أجل المستقبل، تعبير بلا اضطهاد، هكذا لا غير، كنّا نريد فقط.. أن نرجع سبعين سنة للوراء، وكان لزاماً أن نُسقط "هلال أسد" وعصابته التي هتكت عِرض سوريا بطولها وعرضها، يا أوباش التاريخ السوري السافل، يا أبناء حافظ أسد.
التعليقات (3)