وبحسب ما نقلت جريدة الوطن الموالية عن رئيس هيئة الطب الشرعي التابعة لنظام أسد زاهر حجو فإن أسبوع العيد شهد 71 وفاة في مناطق سيطرة أسد بينها 20 قضوا بجرائم قتل و12 حالة انتحار، بينما نتجت حالات الوفاة المتبقية عن حوادث سير.
وفي تفصيل الحالات فقد سجلت اللاذقية وطرطوس -وفقا لحجو- 4 حالات انتحار بينما كان الباقي في دمشق وحلب وريف دمشق وحماة، وأما جرائم القتل فكانت 8 في الحسكة و4 في درعا و3 في حماة واثنتين في ريف دمشق وواحدة بحلب وواحدة في حمص وواحدة بطرطوس.
ولكن ما مصلحة النظام أن ينشر مثل هذه الأرقام المرعبة خلال أسبوع واحد، ولعل الجواب يكمن في آخر تصريح رئيس هيئة الطب الشرعي لجريدة الوطن حين قال: "إن معظم الذين ارتكبوا جرائم قتل تم القبض عليهم" على حد زعمه، ما يعني أن نظام أسد يقوم بواجبه في حفظ الأمن، وهذا ما يريد قوله، أما عن أسباب انتشار هذه الجرائم وحالات الانتحار التي تحولت إلى ظاهرة، لم يأتِ تقرير الجريدة الموالية على ذكرها -وهو ما انتبه إليه معلقون موالون - لأنهم لايتجرؤون فالأسباب بلاشك تدين نظام الفقر والمخدرات وفوضى انتشار الشبيحة والسلاح.
وحين تجرأت صحفية موالية قبل عام بالحديث عن حالات الانتحار فقط في مناطق أسد كشفت أن الانتحار تحول إلى ظاهرة واكتفت بالاعتراف أن الواقع الاقتصادي المنهار هو من يقف وراء تلك الظاهرة علما أنها كانت العام الماضي 73 حالة فقط، بينما سجلت مناطق أسد خلال النصف الأول من العام الجاري 116 حالة انتحار منها 18 قاصرا، كما ذكر الإعلام الموالي بينما الأعداد الحقيقية ربما تكون أكبر من ذلك بكثير.
ورغم إجماع كل من سألتهم الصحفية عن مسؤولي نظام أسد ومن غيرهم حينئذ عن أسباب الظاهرة كان هو الواقع الاقتصادي المنهار غير أن أحدا لم يجرؤ على لوم المتسبب الحقيقي الذي أوصل البلاد إلى هذا الحال المزري، حتى إن صحيفة الجماهير لم تجرؤ أن تضع في عنوان تحقيقها الأسباب الاقتصادية رغم أنه السبب الأهم الذي يدور عليه التحقيق، في حين وضعت سببا هي نفسها شككت بحقيقته أثناء التحقيق، ألا وهو "من أسبابها الخيانة على وسائل التواصل الاجتماعي".
اقرأ أيضا: الانتحار يتحول إلى ظاهرة في مناطق أسد ويُسجل أرقاما غير مسبوقة!
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من أزمة اقتصادية خانقة، أدت خلال السنوات الأخيرة لارتفاع ملحوظ في معدلات الفقر في البلاد، قارب الـ90 بالمئة بحسب أحدث تقارير الأمم المتحدة.
وقبل أشهر، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن 60% من سكان سوريا أي ما يعادل أكثر من 12 مليون شخص، يواجهون أسوأ أزمة انعدام تام للغذاء، معربة عن شعورها بالقلق من هذه الأعداد.
وبينما تخرج صور يومية لسوريات وسوريين يأكلون من القمامة في مختلف المحافظات، وتسجل الإحصاءات نسبا تفوق الخيال للمعدمين في سوريا، فإنه بين فينة وأخرى تنفلت صورة من هنا وفيديو من هناك لضباط وشبيحة أسد وأبناء مسؤوليه وأبناء أذرعه الاقتصادية وعناصر ميليشياته الطائفية وهم يسكرون ويعربدون في المقاصف ملقين مئات الألوف في أحضان الراقصات والمغنيات، أو يتسابقون لاستعراض سياراتهم الفارهة في بلد لايجد أبناؤه الوقود أو الكهرباء ومؤخرا الخبز والدواء الذي تم رفع سعره لعدة أضعاف.
التعليقات (1)