قالها أبو البقاء حزنا على أندلس واحدة، فماذا يقول سامر طقيقة ابن مدينة إحسم بريف إدلب الذي فقد 4 من طفلاته وفلذات كبده "طيور الجنة" بقصف غادر لميليشيات أسد والاحتلال الروسي قبل العيد بيومين، قبل أن يرتدين ثياب العيد ويفرحن فيها.
الأب المكلوم سامر فقد ثلاث طفلات يوم 18 تموز 2021، إيمان وخديجة وتسنيم، وضنت عليه قذائف غدر الأسد وروسيا أن تبقي له آخر العنقود " آية"، التي كانت كاسمها تماما آية وشاهدا مع أخواتها الصغار على اعتى مجرمي العصر "قاتل الأطفال" بشار الأسد.
رحلت آية متأثرة بجراحها أمس، ولم تلبس ثياب العيد التي كان والدها قد اشتراها لها قبل أيام لتفرح، أو ليفرح هو برؤيتها ترتديها حيث أبى أن تدفن دون أن يفرح برؤيتها مرتدية تلك الثياب.
ثوان معدودات تلك التي وثقها فيديو قصير للأب سامر وهو يقوم بإلباس طفلته ثوب العيد قبيل دفنها مودعا إياها بقبلة على جبينها وكلمات قليلة لاتذيب القلب فقط وإنما تذيب الصخر " صورولي إياها بتياب العيد .. ما شالله ما شالله .. دخيل عينك أنا". لتكون تلك الكلمات والصورة التي أرادها جميلة آخر ما يمتلك من آيته في هذه الحياة القاسية، قبل أن يدفنها قرب أخواتها الثلاث.
قصة سامر المؤلمة، ليست سوى واحدة من عشرات بل آلاف القصص المشابهة التي يعيشها السوريون منذ عشر سنين تحت قصف ميليشيات ومرتزقة أتوا من شتى بقاع الأرض لمساندة بشار الأسد ضد أطفال سوريا وأهلها.
وهذه الحقيقة أكدتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان حين وثقت " مقتل 22 ألفا و853 طفلاً على يد ميليشيا أسد وإيران والاحتلال الروسي، منذ مارس 2011 حتى حزيران 2020، ولابد أن هذه الإحصائية اليوم أعلى من ذلك بكثير.
وليس هذا فقط بل إن هذه الإحصائية تشمل 173 طفلا قتلهم نظام أسد تحت التعذيب، وهو أمر لم يفعله أي عدو بعدو آخر خلال جميع الحروب التي جرت في القرن 21، فكيف بمن يفترض أنه نظام مكلف بحمايتهم!.
التعليقات (8)