ونعت جهات ثورية ومعارضة وشخصيات أدبية وفنية سورية بارزة، الكاتب والمعارض السوري البارز كيلو، عن عمر ناهز 81 عاما، معبرة عن حزنها الشديد لفقد قامة ثقافية ووطنية سورية، بعد مسيرة طويلة حافلة بالكفاح ضد نظام الأسدين في سوريا، والمقالات الأدبية والفكرية التي أغنى بها الوسط الثقافي والأدبي.
وأعربت المعارضة سهير الأتاسي والعضو السابق بالائتلاف عن حزنها الشديد برحيل كيلو فكتبت على صفحتها في تويتر :" رحل ميشيل كيلو.. وما بقا فيه شي ينقال بعد كل هالوجع.."
بينما نعاه الروائي السوري البارز فوزا حداد بعبارة مقتضبة ومؤثرة :" ميشيل كيلو وداعا".
وكتب الناقد والصحفي السوري محمد منصور ناعياً كيلو على صفحته في فيسبوك:
رحل ميشيل كيلو.. رحل الأستاذ الذي وهب عمره كله لقضية الحرية .. لم يهن ولم يهادن الاستبداد يوما.. ولم يتوان عن دفع أبهظ الأثمان من أجل وطن موفور الكرامة.
وأضاف "رحل الرجل الحر.. المتدفق المعرفة والثقافة والاحساس الذي كان لقائي به قبل ربع قرن واحدة من العلامات الفارقة في حياتي التي تعلمت فيها الكثير.. رحل الرجل الذي كان في كل اجتهاداته التي أصاب فيها وأخطأ سوريا وطنيا محبا.. نزقا.. غضوبا.. يشبه بحر مدينته اللاذقية.. وحفاوة المدينة التي تشرفت باحتضانه دمشق.
وختم نعوته : في دمشق سيزدهر الحلم الذي آمن به ميشيل كيلو ودفع الكثير من حياته لأجله.. وسيكون اسمه نقطة علام للمستقبل.. يحمله شارع أو ساحة أو مدرسة.. وتحمله سوريا وساما".
وعلى اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية، ملأ السوريون وروابطهم ومنظماتهم، وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بعبارات الحزن والأسى على رحيل كيلو مشيدين بمواقفه الثورية والوطنية البارزة ضد نظام أسد والاستبداد ودفاعة الشرس عن الحرية والديمقراطية.
استشعر رحيله فكتب وصيته
وفي 6 نيسان الجاري، استشعر كيلو بقرب رحيله فكتب وصيته للسوريين المفكر والتي جاءت في نص هام ومؤثر حمل عنوان "وصيتي للسوريين، كي لا تبقوا ضائعين في بحر للظلمات".
وتمسك كيلو في وصيته التي كتبها وهو على سرير المرض من باريس بالثورة وأهدافها، مطالباً السوريين بالتخلي عن مصالحهم الضيقة ووقوفهم صفا واحدا لإسقاط نظام الاستبداد وبناء الدولة السورية الحرة والديمقراطية.
اقرأ أيضا: من قلب معركته مع المرض: "ميشيل كيلو" يكتب وصيته إلى السوريين
فضح البعث ووثق استبداد الأسدين
وكان ميشيل كيلو أنهى قبل أيام من مرضه من طباعة كتابه الوحيد (من الأمة إلى الطائفة سوريا في حكم البعث والعسكر) وثق فيه لنصف قرن من حكم البعث والأسدين اللذين حوّلا سوريا من دولة غنية فكرا وأدبا وسياسة إلى غياهب الفقر والاستبداد.
وكان لأورينت وقفة مطولة مع كتابه، (من الأمة للطائفة) حيث عرضت لجميع فصوله ولخصت أهم ما جاء فيها.
وميشيل كيلو معارض وسياسي سوري ولد في مدينة اللاذقية عام 1940 في أسرة مسيحية، وعاش طفولته في أسرته وبرعاية من والده الذي كان واسع الثقافة.
تلقى تعليمه في اللاذقية وعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي، واعتقل مرتين في عهد الأسد الأب والابن.
وشارك كيلو في الثورة منذ بدايتها وانضم إلى المجلس الوطني ثم الائتلاف، قبل استقالته منهما، وكان يرأس قبل وفاته حزب اتحاد الديمقراطيين السوريين، وله مئات المقالات الصحفية في الثورة والسياسة والثقافة.
التعليقات (18)