كيلو توجه بوصيته إلى جميع السوريين، في نص هام ومؤثر حيث حمل عنوان "وصيتي للسوريين، كي لا تبقوا ضائعين في بحر للظلمات".
تمسك كيلو في وصيته التي كتبها وهو على سرير المرض من باريس أمس 07/نيسان2021، بالثورة وأهدافها، وحوت على 7 نقاط رئيسة وجّهها كنصائح أساسية للسوريين لضمان انتصارهم وبناء الدولة التي يحلمون بها، وهذه النقاط هي:
- لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة هي جزء أو يجب أن تكون جزءا منها.
- لا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهوائكم وأيديولوجياتكم انظروا إليهما من خلال وطنكم فالتقوا بمن مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدوا لكم.
- لن تقهروا الاستبداد منفردين إذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سوا ء سيذلكم إلى زمن طويل جدا.
- في وحدتكم خلاصكم فتدبروا أمرها بأي ثمن.. لن تصبحوا شعبا واحدا ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر إلى بعضكم وأنفسكم وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد. الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتها وأنتم تعتقدون بأنكم تقاومون.
- لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف ولديكم منهم كنز اسمعوا إليهم وخذوا بما يقترحونه ولا تستخفوا بفكر مجرب.
- لن يحرركم أي هدف آخر غير الحرية فتمسكوا به في كل كبيرة وصغيرة ولا تتخلوا عنه أبدا لأنه قاتل الاستبداد أنتم الشعب وحده صنع الثورة فلا تدعوا أحدا يسرقها منكم.
-اعتمدوا أسسا للدولة تسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينكم وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لكم لأن استقرارها يضمن استقرار الدولة ، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة"
وختم كيلو وصيته بكلمات "سامحوني على أخطائي فالبشر خطاؤون".
اهتمام ثوري وأدبي بالغ
وتلقف أصدقاء كيلو والوسط الثوري والأدبي السوري الوصية، ونشروها على نطاق واسع في وسائل الإعلام وعلى صفحاتهم الشخصية محولين إياها إلى مناسبة للدعاء للرجل بالشفاء واستذكار مواقفه الطيبة من السوريين وثورتهم بشكل عام.
وأعاد المفكر والفيلسوف أحمد برقاوي نشر وصية كيلو على صفحته الشخصية، معلقاً: لقد دفعتني رسالة ميشيل الآن على العودة إلى الفيسبوك. وذلك حباً به وبنشر رسالته.. ميشيل الصديق والأخ الحبيب الذي نتمنى ونرجو له الشفاء العاجل ليعود بيننا في كامل قوته ونضارة عقله.
أما الروائي السوري البارز فواز حداد فقد لخص بأسلوبه الأدبي البليغ مسيرة ميشيل كيلو بكلمات جاء فيها:
الكاتب والناقد الصحفي محمد منصور كتب معلقا على حالة الاحتفاء بالوصية وكاتبها:
" كان السوريون ينتظرون السوري كي يموت ليكيلوا له المدائح ويخرجوا مخزون المشاعر من صدورهم . الآن هناك تحسن طفيف.. فالمرض الشديد بات مدعاة للتعبير عن المشاعر الجميلة أيضا كما يحدث إزاء الاستاذ ميشيل كيلو شفاه الله وعافاه، ( ...
كما نشر وعلق المئات من السياسيين والمعارضين والحقوقيين والنشطاء على وصية كيلو متمنين له الشفاء العاجل والخروج من أزمته الصحية ليساهم معهم في إكمال مسيرة الثورة حتى الانتصار.
وكان ميشيل كيلو انتهى قبل أيام قليلة من طباعة كتابه الوحيد حتى الآن (من الأمة إلى الطائفة سوريا في حكم البعث والعسكر) وثق فيه لنصف قرن من حكم البعث والأسدين اللذين حوّلا سوريا من دولة غنية فكرا وأدبا وسياسة إلى غياهب الفقر والاستبداد.
وكان لأورينت وقفة مطولة مع كتابه، (من الأمة للطائفة) حيث عرضت لجميع فصوله ولخصت أهم ماجاء فيها.
وميشيل كيلو معارض وسياسي سوري ولد في مدينة اللاذقية عام 1940 في أسرة مسيحية، وعاش طفولته في أسرته وبرعاية من والده الذي كان واسع الثقافة. تلقى تعليمه في اللاذقية وعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي، واعتقل مرتين في عهد الأسد الأب والابن، وشارك في الثورة منذ بدايتها وانضم إلى المجلس الوطني ثم الائتلاف، قبل استقالته وهو يرأس حزب اتحاد الديمقراطيين السوريين، وله مئات المقالات الصحفية في الثورة والسياسة والثقافة.
التعليقات (2)