لبنان: محتجو طرابلس يشعلون الساحات ودعوات الإسقاط ترهب سلطات الأمر الواقع من انتفاضة ثالثة (فيديو)

شهدت ثلاث مدن لبنانية ليل أمس احتجاجات عارمة، انطلقت من طرابلس احتجاجا على تمديد الإغلاق العام في البلاد لأسبوعين جديدين بسبب كورونا، دون أن تقدّم "سلطات الأمر الواقع في لبنان" أي مساعدات إنسانية وعدت بها سابقا.

الشرارة من طرابلس

قالت مراسلة أورينت في لبنان إن مئات المحتجين نزلوا إلى شوارع طرابلس ليل أمس للتنديد بقرار تمديد الإغلاق حتى 8 شباط المقبل، في ظل ظروف معيشية صعبة يعانيها اللبنانيون عموما وأهل طرابلس بشكل خاص، التي تعتبر من أفقر المناطق اللبنانية.

وبالمقابل لم تقدم السلطات اللبنانية أي مساعدة تذكر للعائلات الفقيرة في لبنان كما وعدت سابقا، رغم أن البنك الدولي أرسل مساعدات ليتم توزيعها على الفقراء، إلا أن ذلك لم يحصل، وفق ماذكرت مراسلتنا.

وكشفت المراسلة أن قوات الجيش والمخابرات كانت تخشى على ما يبدو من انتفاضة جديدة تعم لبنان لذلك حرصت على  إرسال مئات الجنود وعناصر المخابرات إلى طرابلس حتى ما قبل المظاهرات، وفور نزول المحتجين إلى الشوارع بادروهم بالضرب والقمع، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات في صفوف المحتجين.

وأشارت إلى أن ميليشيا حزب الله شاركت بشكل رئيس في قمع المظاهرات عبر جهاز المخابرات اللبناني الذي يضم أكثرية من ميليشا الحزب، لافتة إلى أنهم يتنكرون بالزي المدني لقمع المتظاهرين.

ووثقت لقطات فيديو الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مدينة طرابلس وعدة مدن شمالية، أقدم خلالها المحتجون على قطع الطرق رفضا لقرار تمديد الإقفال العام لاحتواء تفشي فيروس كورونا، ما حول الساحات العامة لما يشبه "ساحة حرب".

في حين ذكرت الرواية الرسمية أن محتجين قطعوا مداخل ساحة عبدالحميد في طرابلس بالإطارات والعوائق، ونفذ آخرون مسيرة في منطقة القبة ورددوا هتافات أكدوا فيها الاستمرار في تحركاتهم في حال لم يتم التراجع عن قرار الإقفال.

وقالت الرواية التي نقلتها الوكالة الوطنية للأنباء إن عددا من الغاضبين رشقوا سرايا طرابلس (مقر البلدية) بالحجارة، احتجاجا على الإقفال العام ومحاضر الضبط التي تُسطر بحق المخالفين لقرار الإقفال التام، والأزمة الاقتصادية الخانقة، ولم تأت على ذكر وقوع إصابات في صفوف المحتجين.

مدن لبنانية تتضامن وتؤازر

وامتدت المظاهرات إلى مدن لبنانية أخرى، حيث شهد جسر الرينغ في العاصمة بيروت نزول العشرات أيدت مطالب المتظاهرين في طرابلس وأعادت ترديد هتافات ثورية لإسقاط الرئيس ميشيال عون وسلطة الأمر الواقع التي تحكم لبنان، بتحالف الرئيس وحزبه مع الثنائي الشيعي (ميليشيا حزب الله، وحركة أمل)، في ظل فراغ حكومي منذ حوالي 6 أشهر جراء  اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة.

وكان أديب أعلن اعتذاره عن تشكيل الحكومة في أيلول، مبرراً ذلك بعدم تلبية شروطه و"تسييس" التشكيل، في إشارة لميليشيا حزب الله وحركة أمل.

وذكر موقع جنوبية اللبناني (شيعي معارض لميليشيا حزب الله)، أن العشرات  من أهالي صيدا نظموا مسيرة راجلة أمس في شوارع المدينة الرئيسية احتجاجا على الغلاء وارتفاع الاسعار والتردي المعيشي، وحظر التجول والإقفال العام دون تقديم مساعدات إغاثية أو مالية، مرددين شعار: “أنا مواطن لبناني صيداوي جعت اختنقت.. بدي موت من الكورونا ما بدي موت من الجوع”. 

وأضاف أن المتظاهرين في البقاع أيضا جددوا التزامهم بالثورة والاعتراض على كامل منظومة الفساد، الحاكمة، حيث بدأت الدعوات للاعتصام تضامناً مع طرابلس واحتجاجاً على تردي الوضع المعيشي والإقفال التام الذي تفرضه الحكومة للقضاء على الأسر الأكثر فقراً وتضرراً من هذه الإجراءات.

وبحسب الموقع انطلقت عبر شبكات التواصل دعوات لثوار بعلبك والهرمل، وفي البقاعين الأوسط والغربي تحث الناشطين التحضير لمسيرات مناطقية تمهيداً لتظاهرات مركزية تحت شعار الدعوة لإسقاط الرئيس ميشال عون رمز منظومة تفقير وتهجير اللبنانيين.

ويستمر الإقفال منذ الأسبوع الأول من الشهر الجاري وحتى الثامن من شباط المقبل.

ولم تسمح السلطات بأي استثناءات لغير القطاعات الاستراتيجية، ما أدى إلى انقطاع مئات الآلاف من الموظفين والعمال عن أعمالهم. 

وتحاول السلطات احتواء تفشي فيروس كورونا بعد أن سجلت أرقام الإصابات فيها ووفياتها قفزات غير مسبوقة، كان آخرها 54 حالة وفاة في الساعات الأربع وعشرين الماضية، بالإضافة الى 2652 إصابة جديدة. 

وكانت السلطات اللبنانية قد اتخذت قرارا بالإقفال التام ومنع التجول لمدة أسبوعين تنتهي في 25 الحالي قبل أن تعود وتمدده 15 يوما إضافيا حتى 8 شباط المقبل، وذلك بعد استمرار تسجيل ارتفاع كبير في عدد إصابات كورونا، وعدم قدرة المستشفيات على استقبال المزيد من المرضى.

لبنان دون حكومة 

وبعيد انفجار مرفأ بيروت مطلع آب الماضي، سارعت فرنسا ممثلة بإيمانويل ماكرون لمعاينة الواقع اللبناني وفرضت مبادرة لتشكيل حكومة خلال سقف زمني محدد، وخاصة بعد اعتذار مصطفى أديب عن التشكيل.

ووفق استشارات نيابية جرت في قصر بعبدا في 22 من تشرين الأول الماضي تم تسمية الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة.

ولكن حتى الآن لم يتم التقدم بملف الحكومة وسط اتهامات متبادلة بالتعطيل وسط الأفرقاء اللبنانيين، معظمهم يعتبرون ميليشيا حزب الله وحركة أمل وفريق عون المسمى بسلطات الأمر الواقع، العقبة الأكبر في وجه تشكيلها، وذلك لارتهانهم لإيران.

ومنذ أكثر من عام فجر اللبنانيون ثورة وانتفاضة على الواقع الاقتصادي المتردي في البلاد ومنظومة الفساد والمحاصصة السياسية، حيث يعتبر حراك طرابلس ومدن لبنان أمس الانتفاضة الثالثة لها في حال استمرت وزاد عدد المشاركين فيها.

التعليقات (1)

    حازم

    ·منذ 3 سنوات 10 أشهر
    انتو فعلا صهاينة ..ياعيب الشوم عالكذب والافتراء.. لستم معارضة شريفة ولن يبقى معكم أحد على الكذب المفتوح..
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات